الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

من إجهاد لآخر

مع بدء جائحة كوفيد اضطرت المؤسسات لنقل أعمالها إلى الشبكة، وأصبح الموظفون يعملون عن بعد، وبدأ الناس يستخدمون خدمات التواصل بالفيديو مثل زووم، للعمل وللتعليم وللتواصل الشخصي، وظهر مصطلح (إجهاد زووم)، لأن الناس يتعبون من استخدام الخدمة، وهناك تفسيرات عدة لذلك.

منها أن كوفيد نفسه تسبب في زيادة توتر الناس وقلقهم، كذلك هناك فرق كبير بين أن يكون الفرد مع الآخرين في نفس الغرفة، وأن يتواصل معهم بالفيديو، فلغة الجسد التي نتلقاها عند الحديث مع الآخرين لا نجدها عند التواصل بالفيديو، وهناك سبب تقني هو تأخر ردة الفعل في الفيديو، عندما تتحدث مباشرة لشخص سترى ردة فعله فوراً أما الفيديو يتأخر قليلاً.

فيسبوك عرضت تجربة عملية للواقع الافتراضي وكيف يمكن استخدامه للعمل، ومؤسس فيسبوك وموظفون كانوا في غرفة اجتماعات افتراضية، كل شخص في الغرفة يجلس في منزله لكنهم مجتمعون في هذا المكان الرقمي ثلاثي الأبعاد، الأجهزة تتابع حركات اليد والوجه، والمكان يبدو مكتباً لكنه رقمي، وحالياً التقنية ما زالت في بداياتها وقد تتحسن مع الوقت لتصبح واقعية أكثر.


لكن هل ستعالج هذه التقنية إجهاد زووم؟ أم ستتحول لإجهاد من نوع آخر؟ خصوصاً أن المستخدم عليه وضع نظارات كبيرة الحجم على وجهه طوال الوقت.


بعض ردود الفعل على ما عرضته فيسبوك ذكرت أن التقنية مناسبة للترفيه لكنهم لا يرغبون في استخدامها لأشياء مملة مثل اجتماعات العمل، وكثيرون ذكروا أن المشكلة هي فيسبوك نفسها.

أياً كانت التقنية فهي لا تغني عن الواقع، لقاء الناس وجهاً لوجه سيبقى الخيار الأفضل.