الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

وعد بالالتزام

بكل تحذلق، وبهيئة المتحضر، يسأل أحدنا الآخر عندما يعطيه موعداً: مواعيدك إنجليزية أم عربية؟ وهذا المتحذلق قد يكون أكثرنا تسيباً في الالتزام بالمواعيد، فلو أننا نُثَمِّن الوقت ونعي حساسيته وأثره لتمكنا من مواكبة الحضارة والإسهام فيها، لسبقنا الشعوب، حتى إن بعضنا يرفع الشعارات في هذا الشأن تنظيرياً، لكنه في التطبيق غير ملتزم، إذ تطغى عليه العادة، فَتَسَيُّبُ الوقت وعدم الالتزام بالمواعيد هو من العادات والتقاليد التي نخشى أن نفقدها فنفقد حينها هويتنا.

بعض الأحيان يكون أحدنا حريصاً على الالتزام، ولكي يلوي طبائع الأمور، ويُجْبِر نفسه، فإنه يُفعِّل جهاز تحكم عالي الحساسية، كي يضبط نفسه ويتمكن من الالتزام، لكنه في زحمة العمل والانشغالات يتراخى الكونترول ويجد فسحة من الوقت كي ينفلت ويخرج عن عقاله، ويعود المرء لفطرته الأولى التي جُبِل عليها، حينها لا تجد هذا الشخص على الموعد كما عودك، حينها أرجوك أن تجد له العذر، ما لي أرجو وأتوسل الصفح؟ وكأن الأمر يخصني، وكأنني أتحدث عن نفسي، وأدافع عنها، يبدو أنني فضحت أمري، وكشفت ما أردت إخفاءه.

في رواية «حول العالم في 80 يوماً» لمؤلفها جون فيرن، كاد البطل فيليس فوغ أن يخسر كل ثروته لأنه أنهى جولته حول العالم في 81 يوماً، وهو ما يزيد يوماً على موعد وصوله ليكسب الرهان، لكنه اكتشف بالمصادفة أنه اختصر يوماً كاملاً بسبب فروق التوقيت، فكسب الرهان.


ولأن «غراهام بل» ذهب وسجل براءة اختراعه للتليفون، في حين كان آخر قد فكر بنفس الفكرة، لكنه تأخر في الذهاب لتسجيل اختراعه، حمل التاريخ اسم الأول، ولا أحد يعرف الثاني.


سألتزم.. وعد.