الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

لماذا ندمّر المشاهير؟

شيء ما يجعلني أشعر بالخيبة، فما زلت أؤمن بأن حرية الفكر والتعبير، هي من أهم حقوق الإنسان الكونية، هذه هي الحريات التي يتوق إليها الإنسان المعاصر، تماماً مثلما يشعر أنه بحاجة إلى قطعة خبز.

كلما ظهر نجم لامع وساطع في المجال الفني أو الإعلامي وحتى الرياضي، يبدأ التنمر على هذه الشخصية بشكل مخيف للغاية، ويبدأ الهدف في محاولة لإسقاط هذا النجم بأي شكل من الأشكال، متناسين أننا بحاجة على الدوام لوجود نجم لامع في حياتنا.

كثير من الشخصيات الرائعة والمذهلة، كانت مكسباً كبيراً في الوطن العربي، حتى انتقلوا بقوة مواهبهم إلى الخارج، لكي يكملوا مسيرتهم دون خوف أو خجل من البحث عن ماضيهم القديم، أو التنمر عليهم بسبب أو من دون سبب.


نحن بحاجة إلى ناجحين، إلى قدوة يعلمنا كيفية الصعود من أول السلم حتى آخره، أن يكون شرفاً نقتدي به.


ففي كل مرة يخرج مشهور على الإعلام، أضع يدي على قلبي، أشعر بالخوف عليه من السقوط، من محاولة إحراق نجوميته التي لم تأت على طبق من ذهب.

الناجحون العرب في الدول الأجنبية، يعيشون تحت ضغط نفسي هائل، بسبب العرق واللون، هناك قمع وحشي، لكنهم يبذلون كل جهودهم ليثبتوا نجوميتهم، فيما نبحث نحن عن أخطائهم القديمة، ومحاولة تقزيمهم.

وأخيراً، نحن بحاجة إلى وعي تجاه المشاهير، الذين لم يصلوا هباء إلى المقام الذي تربّعوا عليه، حتى لو كان هذا المشهور يملك نصف عقل، ويبدأ بالتباهي بما يملكه، فالأهم من كل هذا، أن نحترم نجاحهم وأن نتكيف مع سلوكياتهم العقائدية، بما يتماشى مع القواعد الأخلاقية.