الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الغفران.. والنسيج المجتمعي

لو سألتني عن أكثر كلمة تأثيراً في أي من المجتمعات سواء العربية أو الأفريقية، وحتى المجتمعات الغربية التي تعتمد على فكرة الثقافة الفردية، لقلت لك كلمة «أنا آسف» أو «أعتذر لك» «لم أكن أقصد ذلك» أو «اغفر لي»، وهذه العبارات نحن في أشد الحاجة لسماعها وتطبيقها في مجتمعاتنا، فمحاولة الوصول إلى درجة الغفران رغم قسوة المشهد تعطي أهمية كبرى للمتسامح في مجتمعه، ولا ننسى مدى تأثير ثقافة البيئة على كيفية اختيارنا لمعنى التسامح.

في المملكة العربية السعودية على سبيل المثال، يعيش الأفراد داخل نسيج مفهوم النظرية الجمعية، لذا حينما يقرر أحدهم التسامح لأي سبب كان، كجرائم القتل، ويكون القرار في يد صاحب الحق، وعليه وحده الرفض أو القبول، فالمجتمع يؤمن إلى حد كبير بتنازل صاحب القرار!

طبعاً هناك العديد من الرافضين لمبدأ المصالحة أو العفو، لكن في الحقيقة المجتمع ينظر بصورة أقرب لأن تكون مثالية، وذلك بفهم أن الحق الخاص أكثر سهولة من الحق العام، والفرد لا ينظر إلى حقه الشخصي، بل في الأغلب ينظر إلى رؤية مجتمعه تجاه ما سيقوم به، ألا وهو الصفح والغفران عن الخطأ الذي وقع عليه.


نحن بحاجة إلى نماذج جديرة، نكتسب من خلال ردود أفعالها للوصول إلى المرحلة الملكية وهي التخلي عن الحق الخاص، رغم أن القانون الديني والمجتمعي شرع له كامل الحق، لكن الفرد في الأغلب لا يريد أن يتخلى عنه المجتمع حتى لو كانت مطالبته بالقصاص من حقه.


بشكل عام، الكثيرون من الذين يتنازلون عن حقوقهم يعود إلى أنهم يخافون من العزلة، ويريدون البقاء داخل نسيج مجتمعهم.