الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

عِش حياتك.. لا حياة غيرك

عندما كنت في الصف الثاني الثانوي تم وضعي في القسم العلمي بدلاً من الأدبي، والسبب في ذلك أن درجاتي في المواد العلمية كانت تؤهلني لدخول القسم، رغم مُقتي لمادتي الرياضيات والفيزياء وميلي الواضح للقسم الأدبي. حاولت أن أتعايش مع هذا الواقع، الذي فُرض عليّ فرضاً دون رغبة مني، لمدة أسبوع إلا أنني أدركت بأنني أسبح ضد التيّار.

في تلك اللحظة اتّخذت واحداً من أهم القرارات في حياتي، في تلك المرحلة العمرية والتي كانت ضد رغبة عائلتي التي كانت تُمنّي النفس بأن أصبح دكتوراً أو مهندساً يمنحهم الشعور بالفخر والزهو، وانتقلت إلى القسم الأدبي وهو الأمر الذي أصاب عائلتي بالصدمة والحزن.

هذا القرار كان القاعدة التي استندت إليها في قرارات مصيرية مشابهة في مراحل أخرى من عمري.


للأسف، في هذا الجزء من العالم، يعيش الإنسان في أحيان كثيرة تحت ضغوط العائلة والمجتمع من أجل اتخاذ قرارات مصيرية، قد تكون في أحيان كثيرة ضد رغبته وطموحه، وهو في هذه الحالة يُلبي رغبات وتطلعات غيره التي قد تُعاكس تطلعاته، وربما يُعاني من تبعات هذا الأمر طيلة عمره.


أحد الدروس المستفادة هي أنني تركت لأبنائي اتخاذ قراراتهم بما يتناسب مع قدراتهم وتطلعاتهم، واكتفيت بتوجيههم ومساعدتهم بتوفير كل ما بإمكانه أن يُساعدهم في ممارسة شغفهم وتحقيق أحلامهم والاكتفاء بتوجيههم متى اقتضت الحاجة إلى ذلك.

خلاصة القول؛ لا تستسلم لضغوطات وتوقعات الآخرين منك لأنّك وحدك من سيتحمّل الشقاء والمعاناة وتبعات الاستسلام لتطلعات الغير التي تسبح ضد تيّار رغبتك، ولن يُساعدك أحد سوى نفسك.