الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الخدمات الرقمية.. تكريمٌ للمتميّزين

خلال عطلة الأسبوع، كان مجتمع المتعاملين على موعد مع إعلان نتائج تقييم أفضل وأسوأ 5 جهات حكومية اتحادية في الخدمات الرقمية. هذه ليست المرة الأولى التي تتبنى حكومة الإمارات هذا النهج المفعم بالشفافية، الذي يجعل المجتمع أفضل مقيِّم، بل المؤشر الحقيقي الذي تُبنى عليه نتائج أي تقييم لأداء الحكومة الاتحادية، من خلال متعاملين فاقَ عددهم 55 ألفاً خلال فترة التقييم، التي امتدت ثلاثة أشهر لرصد أداء 30 جهة حكومية على مستوى الدولة.

لا شك أن هذه المنهجية القائمة على الاعتراف بالإنجازات وتكريم المتميّزين بالتوازي مع توجيه المقصّرين ومنحهم آجالاً زمنية لتدارك ما فاتهم، والتركيز على فرص التحسين ليبارحوا مربع التقصير إلى التحسين وصولاً إلى التطوير المنشود، لا شك أن هذا النهج لا يمكن أن يصنعه إلا قادة استثنائيون ليس بقاموسهم المستحيل، جعلوا الريادة مطلباً وواقعاً ماثلاً رؤيةً وتخطيطاً وتنفيذاً وأثراً.

وتصدرت وزارة الداخلية نتائج التقييم، متربعةً على قائمة أفضل الجهات الحكومية في الخدمات الرقمية، وحلّت بعدها الهيئة الاتحاديّة للهويّة والجنسيّة، ووزارة الخارجية والتعاون الدولي، ووزارة التغيّر المناخي والبيئة، ووزارة تنمية المجتمع. ولا شك أن هذه الجهات الخمس لديها تحدٍ آخر بكيفية المحافظة على هذه الريادة لتكون في الدورة المقبلة متقدمةً وليست متقادمة.


وضمت مراكز الخدمة التي لم تستطع اللحاقَ بالرَّكْب، تلك التابعة لوزارة التربية والتعليم، والهيئة الاتحادية للضرائب، وهيئة الأوراق المالية والسلع، والهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية، ووزارة الطاقة والبنية التحتية، غير أن هذه المراكز لديها فرصة ذهبية لتكون ضمن القائمة الخضراء، إذا ما نجحت في تعديل المسار وتحقيق أفضل النتائج خلال 90 يوماً، وهي مدة كافية لتضعَ كلُّ جهة قدميها على طريق التميّز، وتتدارك فرص التحسين.


كثيراً ما يتم التساؤل عن ماهية سر الرشاقة الاستباقية لمنظومة الخدمات الحكومية الإماراتية التي جعلتها مثالاً يُحتذى في العديد من الدول التي تحتل مكانة تنافسية عالمياً، ودوماً يكون الجواب: حينما تستثمر في المستقبل وتصنعه بأناملك وتستشرفه بابتكارات وإبداعات ليصبح واقعاً، فلا مستحيل أمامك لتصبح مراكز خدماتك كالفنادق في رحابتها، والبنوك في دقة معاملاتها، والمطارات في سلامتها، وآنذاك تتكون لديك معمارية خدمات حكومية برؤية استشرافية تقرأ المستقبل وتستحضره، وفي هذا فلتتنافس مراكز الخدمة في سباق التميّز ونجوم الريادة الرقمية.