الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

التحولات اللامتوقعة والاستعداد للتغيير

في عالم البصيرة غالباً ما ناسف لأننا لا نخطط للتغيير، ببناء استراتيجيات تستند على تجارب سابقة مفيدة، الحقيقة هي أنه لا يمكننا منع ما لا مفر منه بذلك، ولكن ما يمكننا فعله هو التخفيف من العواقب، إذ يمكننا اتخاذ تدابير لإعداد كيفية الاستجابة بخفة حركة ملائمة، وبذلك يمكننا تقليل الاضطراب أو تأثير الأحداث غير المتوقعة.

التساؤلات تدور في خلد معظم الناس حول أفضل الطرق للاستعداد للتحولات في الأحداث، ولكن تلك الأحداث غير المتوقعة غالباً حتمية للطبيعة البشرية، إيجابية كانت أم سلبية ليحدث التغيير، فهي تدفعنا للاعتماد بشكل كبير على الراحة المطلقة التي تعيش في مرآة الرؤية الخلفية للأحداث، فحتى مع تأثير التحليلات المعقدة للتنبؤات نجد أنفسنا نبدأ التخطيط للمستقبل بنظرة رجعية، وينتهي بنا الحال بالحالة الراهنة، وهذا النهج يعتبر قصير النظر عديم الاستقرار.

إن الشيء الوحيد الثابت في حياتنا هو التغيير، وهو قانون حياة لا يمكننا تجنبه، وكلما قاومناه زادت صعوبة حياتنا، فهو محيط بنا، إنه الشيء الوحيد الذي له أكبر تأثير على حياتنا، إذ لا تتحسن حياتنا بالصدفة، بل تتحسن مع مسايرة التغيير، والذي يمكن أن يحدث نتيجة لأزمة أو نتيجة اختيار أو بالصدفة المحضة.


في كل الأحوال، نواجه الاضطرار إلى الاختيار، فهل نقبل ونُجري التغيير أم لا؟


للإجابة يحضرني هنا بند تعلمناه في الكشافة في الصغر، حيث يوجد على الشارة التي يضعها الكشفي في صدره جملة: (كن مستعداً)، مستعداً لما هو غير متوقع قدر الإمكان وينبغي أن تكون، وفي هذا القانون جزء من القدرة على الاستعداد والرؤية والوعي حول طُرق الجمع بين التفاصيل المعروفة والحالة الحالية والتفاصيل المستقبلية المحتملة.

ومن خلال إنشاء هيكل ومنهج خاص بكل فرد يستعد من خلاله لمواجهة اللامتوقع، يمكن استيعاب المجهول المستقبلي، مع تجنب المبالغة في تقدير أهمية هذه الفكرة، لأن التطبيق الاجتماعي للنظري في كل مكان قد لا يكون متاحاً.

هكذا و في السياق نفسه، نجد أن تعدد المهارات الموازية من واقع القدرات والخبرات المتنوعة مع الإتقان في مجالات متعددة هو أحد عناصر الاستعداد للتغيير والتحولات غير المتوقعة، إذ تتطلب التحولات العظيمة طاقة إيجابية مطلقة سامية، تأتي لتعمل فينا وتغيرنا إلى الدور الجديد المنوط بنا.