الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

«طق الحنك».. وحلقات الفضفضة

أعترف بأننا كشعب عربي أصيل جداً نعشق القيل والقال، ونموت إن لم نعرف سبب وفاة عميد أسرة فلان، ومقدار سعر الساعة الذهبية التي اشتراها أحمد قبل ثلاثة أسابيع لخطيبته لينا، وكيف تلقت أسرة فلان خبر طلاق ابنتهم، وهل صوّر أحدهم بينما كانت نورة تلقي الصحون والأكواب والأباريق في حديقة بيت زوجها، وكان لسانها لا يسكت من كثرة الشتائم التي ألقتها في زوجها الذي كنا نظنه ملاكاً، وظهر العكس.

في «الحقيقة».. نجد لذة لامتناهية في أن نقضي الساعات الطوال أمام شخص يمتهن مهنة تعرية الآخرين بالدقيقة والنقطة والفاصلة! ومثل هؤلاء البشر لا تضيعهم في خارطة حياتك، لكن بالطبع عليك أن تكون ذكياً في التعامل معهم، أنت تريدهم أن يكونوا بالقرب منك، تريد أن ترى العالم الآخر لأصدقائك، لزملائك، لجيرانك، للأمهات، والخالات، والعمات، ولكنك لا تود أن تذكر هذا التوق لهم.

ناقل الكلام، وعلى الأخص الذي يعشق أن يقول القصة بكل تفاصيلها، يعتبر كنزاً بالنسبة للنساء لا يمكن التفريط فيه، وأحياناً يكرم كإعطائه هدايا فاخرة نظير المعلومات الحصرية التي قدمها، ما يشجعه في المرات المقبلة على قول المزيد.


أعترِف بأننا مجتمع لصوصي، نحب أن نعرف ماذا يطبخ بيت الجيران، ولماذا خطبت ليلى ولم تخطب شقيقتها التي تكبرها بعامين، رغم أن الأمر لا يد لنا فيه، لكنها لذة الحكاية وملوحة اللب والسكر حينما يكون أكثر من ملعقتين، لهذا تفوز قصص الفنانين وتصل إلى أعلى قمتها، حينما يتم إعلان حلقة «للفضفضة» و«طق الحنك» مع فنانة لتوها قد خلعت زوجها، على سبيل المثال.