طالما تحدثنا عن الأدوار غير المفهومة التي يلعبها المدربون في منطقتنا لا سيما في دورينا، لأن الذي نشاهده هنا لا يوجد في أي مكان آخر، وهو اعتماد الأندية على المدربين في مسألة التعاقد مع اللاعبين الأجانب، على الرغم من أن معظم المدربين لا يقضون كل مدة التعاقد، لأنه يتم التخلص منهم في أقرب وقت، وبالتالي يتم تغيير اللاعبين الأجانب مع أول فترة انتقالات نظراً لطلبات المدربين الجدد وهكذا.
هي عملية واضحة، أن هناك «سمسرة» تمارس من قبل الكوادر التدريبية، التي تعمل على تحقيق أقصى استفادة «مادية» من فترة التعاقد، لأنه يعلم تماماً أن مدته قصيرة هنا، لأننا نعمل على إقالة المدربين مع أول هزيمتين، ولا يوجد أي صبر على المدرب، يكفي أن أكبر الأسماء التدريبية التي جاءت إلى هنا لم تتمكن من الاستمرار لأكثر من 3 سنوات، ما عدا الروماني كوزمين تقريباً مع الأهلي تواجد لمدة 4 مواسم.
حديث المدرب المصري أيمن اليماني عن أنه ليس من دور المدرب التعاقد مع اللاعبين، هو مهم جداً، ولطالما تحدثنا عنه في مقالات سابقة، لكن لم نجد أي آذان مصغية، لأسباب معروفة ومنطقية، لأنه هناك من يستفيد من هذا الكم من التغييرات على مستوى اللاعبين والمدربين، ومن مصلحته أن تفشل الصفقات بشكل مستمر، حتى يتمكن أيضاً من تحقيق الاستفادة المادية القصوى.
في الانتقالات الصيفية الماضية، شاهدنا اعتماد عدة أندية في مسألة الأجانب على المدربين، وشاهدنا اعتماد المدربين في التعاقدات على الوكلاء الذين منحوهم العقود، وكان من الواضح أن المنفعة متبادلة، وهذا أمر خاطئ جداً في مفهوم إدارة كرة القدم، بما أننا نتحدث عن الاحتراف ونظن أننا نتعامل مع كرة القدم كمحترفين.. للأسف
من شاهد الأفلام الوثائقية الخاصة بأندية كرة القدم الأوروبية، بإمكانه أن يرى الطريقة التي تدار بها الأندية، كبار المدربين هناك لا يتمكنون من جلب لاعب محدد، بل يطلب مواصفات معينة، والمدير الفني للنادي يعمل مع فريقه على دراسة الأسماء المتوفرة في السوق ومدى نجاحها مع النادي ومستقبله، وبعد ذلك يتم التعاقد مع أكثر لاعب ملائم، وإذا أرادت إدارتنا حقاً التطور لشاهدت على الأقل هذه الوثائقيات.