الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

طريق النجاح.. خبرات وكنوز

لطالما آمنتُ بأن الفرق بين عملٍ وآخر، يكمن في درجة الحماسة والشغف، واتّساع رقعة الطاقة والتأثير. وأن شحذ عقل يمكن أن يكون مُعدياً ومُمتعاً، إلى درجة تجعلنا نستشعر قيمة استثمار وقتنا على هذا العقل أو ذاك.

لمستُ هذا الأمر حين كنتُ معلّمة، وحتى حينما كنتُ إدارية، وحين كنتُ طالبة دراسات عليا.. فالمبادئ واحدة لا تتغير مهما تفاوتت الأعمار والخبرات.

العمل مع فريق مهما بلغ حجمه يستلزم تقويته من الداخل، وسد ثغراته التي قد تكبر يوماً ما ككرة ثلج يصعب معها التصويب والعلاج، فالعمل مع البشر يتطلّب تمكين البشر، ولا يكون ذلك ببرمجتهم على لوائح جامدة فهذا ما يجب عمله للحواسيب والأجهزة.


ويتجلّى تمكين البشر بدفعهم لاكتشاف قدراتهم خارج نطاق حدودهم المألوفة.. إلى آفاق لم يعرفوها من قبل، أو مسارات لم يجرّبوها مُسبقاً. قد يبدو خوض دهاليز كهذه كتجربة المشي على الماء، إذ يطغى الخوف من البلل والسقوط على الرغبة بالوصول. لكن من ينجح بالوصول، لن يهمّه مظهره المُبلّل، فهو لم يُخلق مزهرية بورسلان تُركن على رفٍ فاخر. سيهمّه حصيلة ما جمعه أثناء ذلك من خبرات وكنوز، فقد يكون في حوزته سمكة، أو ربّما حوتاً!


أن تصل إلى وجهتك وأنت مغمور بالماء، لا يعني أنك وصلت وحسب، بل أنك تعرف أكثر من غيرك.

المقولة السائدة «طريق النجاح ليس مفروشاً بالورود»، لن يصدّقها من ولد بأجنحة تُحلّق أو زعانف تعوم.

فقد تعجبنا المقولات الرّنانة التي تنشر التحفيز في المحاضرات والكتب، لكن الكثير سيتجنّب عمل اللازم لمعرفة معناها وما سيتطلّبه الأمر، لأن ذلك ببساطة قد يعرّضه للبلل!