الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

ماذا لو؟

قيل قديماً: يستطيع كل فرد أن يكتب رواية، رواية واحدة مستوحاة من حياته، أما المبدع الحقيقي فيستطيع كتابة عدد لا منتهٍ من الأعمال الأدبية طالما ظل قلبه ينبض بالحياة، أما الآن فأنا أعارض هذه الجملة بشدة، فمع الزمن الذي نعيشه وهو زمن روائي بامتياز على مستوى الواقع الفعلي، الذي لا يمالئ الكتابات فحسب بل يتجاوزها في أحيان كثر، أرى أن أمام كل شخص الفرصة لكتابة العديد من الروايات وليس عمل واحد فقط، ودون انتظار من يسأل: كيف سأجيب رغم مخالفة هذا لميثاق الحوار التفاعلي.
فتح الأفق أمام احتمالات كثيرة لم نعشها يعطينا مزيداً من الأفكار، ماذا لو لم أدرس العلوم ودرست الآداب؟ ماذا لو لم أتزوج أو أنجب؟ ماذا لو خذلت الفرامل السائق الذي توقف قبلي بمليمترات؟ مئات الفرضيات التي ستمنح حياتنا حيوات أخرى لا نهائية غير خاضعة زمنياً لزمننا بل تسير وفق حسابات وقوانين مختلفة. الأمر أشبه بممر طويل يحوي أبواباً ممتدة على مدى العين، أبواباً تحوي خلفها نسخاً منا ونتائج ما لم نختره.
ظهرت هذه الأفكار بقوة في مسلسل الأسباب «What if»، الذي عنونته نتفليكس بالعربية بـ«ماذا لو؟»، وإن كانت هذه الأفكار التي أعيد طرحها وتم تلقيها على مستويات واسعة الآن موجودة بقوة منذ القدم سواء في الأفلام، التي يتخيل فيها البطل المستقبل ليصل إلى نهاية غير مرضية ليبدأ منذ لحظة التخيل من جديد، أو من خلال حكايا شهرزاد التي وضعت فرضية ماذا لو منذ بداية القصة، لنرى بطلها المتخيل يواجه الأزمات في عوالم مختلفة بأسماء متغيرة.