الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الأصدقاء ثروة..

قبل عدة أشهر، اتّصلت بأحد زملاء العمل الذي أحيل إلى التقاعد قبل عدة سنوات. بعد أن استفسرت عن أحواله سألته إذا ما كان زملاء عمل آخرون يتواصلون معه، فأجاب بأنني الزميل الوحيد الذي يتواصل معه!

هناك أيضاً أشخاص آخرون، ممن أعرفهم، أحيلوا إلى التقاعد وانتهى بهم الأمر بعدم وجود علاقات وطيدة مع أصدقاء سواء من العمل أو خارجه.

مثل هذه الأمور تصيبني بالحزن وتجعلني أبحث عن الأسباب الحقيقية التي قد تؤدي إلى مثل هذا السيناريو الحزين!


يحدث في بعض الأحيان أن يسعى الإنسان أثناء وجوده على رأس عمله إلى محاولة النجاح والترقّي في السلّم الوظيفي، حتى لو كان على حساب بناء علاقات جيدة مبنية على الإنصاف والاحترام المتبادل مع زملاء العمل.


ويحدث في أحيان أخرى أن ينشغل الإنسان في عمله أو تجارته، بحثاً عن تكوين ثروته وزيادة رصيده المصرفي على حساب عائلته وأصدقائه، وعندما يُحال إلى التقاعد يجد نفسه وحيداً دون وجود من يُشاطره شجونه ويبثّ إليه همومه.

بعيداً عن سيناريوهات ما بعد التقاعد، يُصبح الإنسان مع تقدّمه في العمر أكثر ميلاً للحياة الهادئة والدافئة، كما يجد نفسه زاهداً في ربط نفسه بصداقات جديدة من شأنها أن تُعكّر عليه صفو عيشه وراحة باله، ويصبح أكثر حذراً وانتقائيةً في بناء علاقات جديدة.

كما يُدرك في هذه المرحلة العمرية مدى أهمية وجود أصدقاء يُحيطون به ويُبادلونه مشاعر الحب والاهتمام بجانب النقاشات الفكرية المثرية، التي تُوافق تفكيرهم واهتماماتهم المشتركة.

الأصدقاء هم الثروة الحقيقية، ولو كان المال مصدر السعادة الحقيقي لكان الأغنياء هم أسعد الناس.