السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أنظمة هشة

الأزمات التي تمر بها الأندية سببها المباشر تراجع نتائج الفريق الأول لكرة القدم، في مؤشر واضح يؤكد أن المقياس الحقيقي لنجاح الإدارة قائم على نتائج فريق الكرة، الأمر الذي يؤكد هشاشة النظام الإداري في أغلب الأندية، ومتى ما كانت النتائج إيجابية فمعنى ذلك نجاح عمل الإدارة والعكس صحيح، مع التأكيد على أن ذلك المعيار لا يمكن الاعتماد عليه للحكم على النجاح أو الفشل، لأنه يعتمد على معايير عاطفية ووقتية مصدرها النتائج وتفتقد المنهجية العلمية.

الواقع المحلي يضعنا أمام قاعدة صنعناها وروجنا لها وأصبحت بمثابة العقدة التي يصعب فكها أو حلها، فتراجع نتائج الفريق الأول يمثل إعلاناً عن بداية أزمة سرعان ما تتفاقم، ولأننا وللأسف الشديد نفتقد مقومات إدارة الأزمات، يتم التعاطي مع النتائج السلبية بقرارات عاطفية وبأسلوب المسكنات، والبداية مع إقالة المدرب مروراً بالجهاز الإداري وانتهاء باللاعبين الأجانب، يحدث ذلك رغم القناعة المبطنة بأن المشكلة ليست في تلك الأطراف، ولكن ولأننا نفتقد لأسلوب إدارة الأزمات فإن أسلوب معالجة الأخطاء تكون بأخطاء أكبر، ومعها يتفاقم الوضع وتتحول لأزمة فعلية.

افتقاد أغلب إدارات الأندية لأسلوب التعامل مع الأزمات والرضوخ لمطالب الجماهير يدفعها لارتكاب الأخطاء، والحقيقة يجب التفريق بين القرارات المصيرية التي يجب أن يحكمها العقل والمنطق، وتلك الانفعالات التي تغلفها العاطفة والتي غالباً ما تفرضها مطالب الجماهير نتيجة تأثرها بخسارة الفريق، وبالتالي من الطبيعي التضحية بالمدرب بمجرد خسارة مباراة أو اثنتين، ولكن الثابت أن القرارات التي من هذا النوع لا يجب أن تحكمها العاطفة، وليس المدرب هو المسؤول المباشر والوحيد في تراجع نتائج الفريق، والمسؤولية تتحملها كل أطراف المنظومة وأولها الإدارات، وواقعياً ما يحصل في دورينا تخطى حدود المنطق وكشف عن الكثير من السلبيات في التعاطي مع الأزمات، وتسببت في تراجع وتهاوي العديد من الكيانات الكبيرة.

كلمة أخيرة

الانصياع للمطالب الجماهيرية العاطفية والافتقاد لأسلوب إدارة الأزمات، هروب من مواجهة المسؤولية ودليل على هشاشة الأنظمة الإدارية في مؤسساتنا الرياضية.