الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

ميسي خط أحمر

ليونيل ميسي لاعب أسطوري، وربما كان هو أفضل لاعب في تاريخ الكرة العالمية، وبالذات على مستوى الأندية، إذ إن المنتخبات تتأثر بأمور أخرى، ربما لا تخدم النجوم الكبار لتحقيق المكانة والألقاب التي يستحقونها وتتوج إمكاناتهم الفردية البارعة.

وكان الجميع ينتظر أن يحقق ميسي انطلاقة هائلة مع انضمامه إلى كتيبة نجوم باريس سان جيرمان، بعد أن ترك برشلونة مضطراً بعد مسيرة مظفرة طوال 17 عاماً، حقق خلالها كافة إنجازاته العظيمة، وسجل اسمه في العديد من الصفحات الذهبية بكتاب التاريخ الكروي، ونقش عشرات الأرقام القياسية والتي ستظل مدونة بتوقيعه.

ولكن لماذا أصبحت الأجواء ضبابية مبكراً، بعد إكمال ميسي لثالث مبارياته مع باريس، منها بضع دقائق بمباراته المحلية الأولى، ثم مباراة بدوري الأبطال أمام كلوب بروج البلجيكي المغمور، انتهت بتعادل مخيب، دون بصمة للأسطورة.

وأخيراً بمشاركة محبطة في كلاسيكو الكرة الفرنسية أمام ليون، انتهت بقيام المدرب الأرجنتيني بوكتينيو باستبداله في الدقيقة 76، بشكل درامي، فخرج غاضباً ورفض مصافحته بسيناريو محرج، ما أثار الجدل وفتح أجواء التوقعات بمشكلة قد تطيح بالمدرب في أقرب فرصة لأنه يبدو فاشلاً في إدارة كبار النجوم في فريقه.

لا أعتقد أن بوكتينيو قادر بالفعل على إدارة نجوم بحجم ميسي ونيمار ومبابي وراموس وغيرهم، فتاريخه وإنجازاته كمدرب محدودة، ولم يحقق أي لقب بمشواره التدريبي خلال 11 سنة، إلا بطولة كأس وبطولة سوبر محلية مع باريس، ورغم عشقه للكرة الهجومية واللعب الضاغط، فإن أهم مواهبه تكمن في منح الفرص للاعبين الشباب وتطويرهم وليس التعامل مع النجوم السوبر، وقيادتهم للألقاب.

ورغم محاولة بوكتينيو تبرير استبداله لميسي وهو أمر لم يعهده الأسطورة طوال تاريخه، بالقول بحاجته للراحة وحمايته من الإصابة، فإنه يبدو قد فشل في ذلك، ودخل «عش الدبابير» مبكراً.

أعتقد أن ميسي الأسطوري خط أحمر، ولا يجوز إحباطه في بداية مسيرته بالنادي الباريسي، بل توفير الأجواء للاستفادة من مواهبه الرائعة، واستبداله لا يتم إلا في حالة إصابته أو الاتفاق معه على ذلك، حماية لكبريائه الكروي وتاريخه الأكبر بكثير من تاريخ بوكتينيو.