الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

هذيان مدرب

نخبة من اللاعبين المعتزلين يسعون للحصول على رخص التدريب، وهذا أمر مفرح، لأن هذه الرخصة تتيح لحاملها العمل وتزوده بالمعرفة المطلوبة. الخبر السار أن أسطورة الكرة الإماراتية إسماعيل مطر الذي ما زال يقدم ويبدع في الملاعب، هو الآخر انضم إلى هذه الدورات.

اللاعبون المسلحون بالخبرات والتجارب الميدانية يمكنهم إضافة بصمات مهمة خلال إعداد اللاعب المحلي في أكاديميات ومدارس الكرة، خاصة إذا تعززت هذه التجارب بالمعرفة والدراسة.

هل يحق لنا أن نحلم خارج الصندوق؟ وهل يمكننا أن نثلم محيط الدائرة الضيقة الذي يحيط بنا؟

إن مسابقاتنا المحلية وحدها لا يمكن أن تصنع مدرباً عالمياً، أعني المدرب الذي بمقدوره تدريب ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي وميلان ويوفنتوس، أو قيادة منتخبات فرنسا وألمأنيا وإنجلترا وغيرها.

على الورق يمكن أن نرى بدر صالح مدرباً في إيطاليا، وعيد باروت في إسبانيا، والدكتور عبدالله مسفر في ألمانيا، ومهدي علي في إنجلترا، وعبدالعزيز العنبري في هولندا. على الورق لا نحتاج إلى عمل شاق، لكن عندما ننقل الطموح من الورق إلى الواقع فإننا نحتاج إلى جهد جبار.

كثيرون من المدربين المواطنين حصلوا على أعلى الشهادات التدريبية لكنهم غير فعالين، يتذمرون من إهمال الأندية لهم، وهذا التذمر لا يحل مشكلة ولا يمنح فرصة حقيقية لأصحاب الطموحات الكبيرة.

ليس لمدربينا المواطنين أي وجود في الأندية الأوروبية العريقة، وعلاقتهم بهذه المؤسسات الكروية معدومة، والتفكير في تدريب نادٍ أوروبي مشهور يعدونه هذياناً، لذلك لا يسعون إلى ثلم جدار الدائرة الضيقة، وبالتالي لا يمكنهم الخروج إلى عالم كروي أرحب.

لا يوجد مدرب في العالم ينتظر دعماً من أحد، لأن واجبه يكمن في إثبات كفاءته وإقناع الفرق بالتعاقد معه.

نريد مدرباً مواطناً يثلم محيط الدائرة ويعمل مساعداً لجوارديولا، أو أنشليوتي، أو مورينيو، أو يورغن كلوب أو غيرهم. المدرب المواطن لا يمكنه أن يكون السير فيرجسون، أو دل بوسكي في المستقبل من دون أن يتخذ خطوة جريئة على الأرض في الوقت الحاضر.