طفل الكارتون الذي قتل شقيقه

في منطقة فيصل بالجيزة جنوبي القاهرة بمصر، مارفن ذو الستة أعوام استشاط غضباً من شقيقه جاستين، فما كان منه إلا أن أحضر سكيناً وسدد لشقيقه عدة طعنات حتى الموت، ولم يكن يتوقع أن يموت جاستين، معتقداً أن شقيقه لن يحدث له أي شيء، وسينهض مرة ثانية مثل ما يحدث في أفلام الكرتون.

الأم التي جاءت إلى البيت بعد زيارة قصيرة لجارتها، لن تنسى هذا المشهد، ولن تغادرها صورة ابنها الصغير وهو غارق في دمه، بالتأكيد ستعيش أياماً وأشهراً وهي تلوم نفسها على ما حدث، وربما تفقد صوابها بسبب سوء ما حدث، ولنتساءل ما هو السبب الذي دفع مارفن لأن يستل السكين الموجودة على الطاولة، ويطعن شقيقه وبعد ذلك يأمل بأن يستيقظ كما في أفلام الكرتون.

نحن دائماً بحاجة إلى مراقبة أطفالنا، والتحدث معهم طويلاً، لا يكفي أن نشتري الملابس الباهظة الثمن، أو أخذهم خارج البيت للتمتع بركوب الأراجيح، وشراء الفشار والآيس كريم.

إنما الأساس أن نكون معهم فكرياً، ومحاولة التجول معهم في أفكارهم وفهم معتقداتهم، ولنتذكر أن الأطفال يميلون إلى حب المغامرات، وتقليد ما يشاهدونه خلال برامج التلفزيون كما فعل مثلاً مارفن، حينما اعتقد أن شقيقه سيعود إلى الحياة بعد طعنه عدة طعنات نافذة.

يتميز الأطفال بالسذاجة وعدم الإدراك، وتصديق الكثير من الأوهام التي تأتي من الشاشة، لكن الآن بعد كل ما حدث، ما الذي ستقوم به الأسرة لكي تخرج مارفن الذي أصبح قاتلاً من الألم والحسرة على ما فعله بشقيقه، إنها معركة بين ما حدث وبين مشاعر الوالدين اللذين سيظلان تحت غطاء الألم.