الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

صافرة الحكم الأجنبي

في مطلع هذا العام وبالتحديد في يناير الماضي ألمح اتحاد الكرة بأنه في طريقه للاستعانة بالحكام الأجانب لإدارة مباريات دوري المحترفين وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، الخبر أحدث الكثير من ردود الأفعال المتباينة بين مؤيد ومعارض ومحايد أو متحفظ، ولأسباب غير واضحة تم إرجاء البت في مسألة الاستعانة بالحكام الأجانب في ذلك الحين، قبل أن يتم حسم الموضوع في الاجتماع الأخير لمجلس إدارة اتحاد الكرة، بالإعلان رسمياً عن عودة الحكام الأجانب لإدارة مباريات الدوري والكأس بدءاً من أكتوبر المقبل، وتمثل عودة التحكيم الأجنبي لإدارة مباريات المسابقات المحلية، بعد ما يقارب الثلاثة عقود كان الاعتماد فيها على الصافرة الوطنية لإدارة جميع مسابقاتنا المحلية.

عندما نستعين بخبرات من الخارج فإن ذلك لا يقلل من مكانة الخبرات الوطنية، بل يدعمها طالما أن الهدف من الخطوة تطوير الأداء وتحسين المخرجات، وإذا كان اتحاد الكرة قرر الاستعانة بحكام أجانب لإدارة بعض المباريات المحلية وفق ضوابط محددة، فأن ذلك ليس ببدعة ومعظم الاتحادات في العالم تستعين بخبرات خارجية بهدف تطوير وتجويد المنتج، تماماً كالاستعانة بالأطباء والمهندسين والخبراء في سبيل الارتقاء بنوع ومستوى الخدمة، ولان كرة القدم أصبحت صناعة قائمة بحد ذاتها ويعمل بها مئات الآلاف من المختصين، أصبح المدرب الجيد واللاعب الجيد وكذلك الحكم الجيد من الأمور المطلوبة، التي لا يمكن الاستغناء عنها في سبيل الحصول على مخرجات ترضي الطموحات.

أخطاء الحكام كانت تندرج تحت الأخطاء التقديرية وهو أمر متعارف عليه، ومع تطور التكنولوجيا التي دخلت عالم المستديرة والاستعانة بتقنية (الفار) لم يعد هناك مجال للأخطاء التقديرية أو أنها أصبحت شبه معدومة، ومعها أصبحت الأخطاء التحكيمية تندرج تحت طائلة الأخطاء التنفيذية والشخصية وليست التقديرية، ويتحمل مسؤوليتها الحكم بشكل مباشر لذا لزم التحرك لإعادة الأمور لنصابها، بعد أن تسببت بعض القرارات التحكيمية في التأثير على نتائج المباريات.

كلمة أخيرة

ما بين قرار رمضان 98 الذي أعاد اللاعب الأجنبي لملاعبنا، وبين قرار عودة صافرة الحكم الأجنبي لملاعبنا بعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، موقف حاسم وقرار جريء وشجاع وهدف مشترك ومصلحة واحدة.