الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الانتماء ونادي الصداقة

حين تفتحت أعيننا.. كانت أسماؤنا، وجِنسنا، وجنسياتنا قد تم تحديدها دون تدخل منا، وما يثير الإعجاب حقاً، أنني لم ألتقِ بشخص لم يكن فخوراً بأصله، كأنها فطرة جبلت عليها البشرية. لكن حين نتكلم عن الانتماء نجد قوى الحديث تتجاذب أطرافها بغية الفوز بالمعنى الصحيح، ما بين التزمت بعلاقة الانتماء الوثيقة بالأصل، وما بين انتماءات تنمو وتزهر حيثما نترعرع ونكبر.

بالنسبة لي، لا ثوابت سوى ما أنزله الله تعالى في كتابه العزيز، أما ما تبقى من تعريفات، فهي تبنى وتهدم بناء على ما يكتسبه الإنسان في هذه الحياة. الانتماء لغة؛ يعني الانتساب إلى الشيء، أما الانتماء الوطني فينمو بالارتباط بالوالدين والأرض ومؤسسات المجتمع المتمثلة في المدرسة والأسرة والإعلام، وغيرها.

إذن كيف يكون الانتماء مرتبطاً بالأصل، في حين أن معظمنا قد ولدوا وتربوا في بلاد فتحت ذراعيها واحتضنتهم منذ نعومة أظفارهم؟ بل إن عدم الانتماء شكراً وامتناناً إنما هو تعريف آخر للجحود وعدم العرفان. وأخص بالقول دولة الإمارات التي غدت الحاضنة الأكبر لأغلب جنسيات العالم، ولربما الجالية الفلسطينية واحدة من الجاليات الأكبر في الدولة، والتي واكبت تأسيسها ونجاحاتها على مدى 50 عاماً.


هنا، نبارك ولادة جديدة تتوج هذه المسيرة، وتوطد أواصر الترابط والتلاحم ما بين الشعب الإماراتي والفلسطيني من خلال تأسيس الهيئة العامة لنادي الصداقة الإماراتي - الفلسطيني، برئاسة عمار الكردي ونائبه سرحان المعيني، والذي يثمن دور دولة الإمارات في دعم صمود الشعب الفلسطيني، ودور قادتها الكرام في ترسيخ قيم السلام والتعايش والتسامح بين الشعوب.


نادٍ نرى من خلاله جذور الانتماء تتعمق بين بلدين عزيزين، ولا فرق بينهما بالمحبة والمعزّة في قلوبنا.