الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أبي الذي أكره

لفتت انتباهي في كتاب «والدي الذي أكره» للكاتب المصري الدكتور عماد رشاد عثمان، جملة طويلة مؤثرة وقاسية، فالكاتب بدا ذكياً حينما استطاع أن يضع إصبعه منذ البداية على طاقة الألم، وقد عنون الكاتب لكل فصل بـ«الزنزانة»، يقول المؤلف «يظن الآباء أنهم بصفعاتهم يؤهلوننا لعالم قاسٍ، لن يربت على ظهورنا، لا يدرون أن ربتاتهم الغائبة هي ما كانت ستؤهلنا لقسوته، وإن صفعاتهم لم تصنع فينا سوى أن منحت الخوف وطناً داخل الوطن الآخر في أنفسنا».

حديث عثمان في كتابه، أخذني إلى كتاب «الخبز الحافي» للروائي المغربي محمد شكري، وكيف كانت علاقة الأب مع ابنه محمد مشتعلة وقاسية، حيث تلقى الكثير من الكدمات والسباب والشتائم طوال حياته.

يتعمد بعض الآباء ممارسة الضغط النفسي والجسدي على أبنائهم، غير مهتمين بالشكل المطلق لنفسيات أبنائهم حينما يكبروا، ولا يهمهم كيف يراهم الآخرون، وأعني بذلك الآباء وقسوتهم على أبنائهم، حتى إنهم يضربون أبناءهم من دون وجود سبب أحياناً، سوى لتفريغ طاقتهم السلبية مع من هم أضعف، معتقدين أن لهم الحق في فعل ما يشاؤون تجاههم، لأنهم جاؤوا من صلبهم.


ويا للأسف يعتقدون أن مثل هذه التصرفات تصنع منهم شخصية فولاذية، متناسين أن المجتمع العربي تغيّر عن السابق، وبات مختلفاً عن ذي سبق، وأننا الآن نسابق العالم، لا لنخرج وحوشاً يستمتعون بالقيام بالفوضى المنسية.


وأخيراً، إن أكثر ما أوجع قلبي هذين السطرين من الكتاب: «لم يزل حتى اللحظة يفزعني اتصاله الهاتفي، ظهور رقمه على هاتفي يمنحني رعدة خوف.. رباه ماذا فعلت الآن».