الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ليلة القبض على «موبايلك»!

علينا أن نعترف نحن الرجال أن زمن النوم العميق قد ولى ولن يعود.. كيف كنا ننام ملء جفوننا غير عابئين بهجمات الزوجات المباغتة قبل اختراع الموبايلات، خصيصاً الذكية منها... فليت الحياة تعود أغبى مما هي اليوم!



في ليلة شتوية باردة تماماً كالعلاقة بينهما، وبعد أن نام الأطفال، دخلت الأم كالعادة فراشها مبكراً، ممسكة بهاتفها المحمول تقلب محتواه من الشرق إلى الغرب، ماسحةً كل البرامج والتطبيقات بحثاً عن المتعة وانتظاراً للنوم عساه أن يأتي!

أما الزوج، فكان مرابطاً في موقعه الاستراتيجي بأحد المقاهي انتظاراً لنوم زوجته في موعدها المعتاد، إنها 12.30 ليلاً، وإنه موعد الحرية والانطلاق وتجوله في البيت وحده، دون الدخول في نقاشات أو مشاجرات أو «قلت ولم تقل»، أو حتى فقرة شكوى الأبناء تحت عنوان: (اتصرف مع ولادك...أنا ما بقيتش قادرة)!

الآن.. حان الموعد، غادر الزوج المقهى ودخل البيت، وفي سيناريو معتادٍ بدأ بخلع متعلقاته وملابسه والدخول لأخذ حمام منعش، ثم فنجان القهوة ليفتتح سهرته السرية على هاتفه المحمول دون إزعاج!

ولكن هذه المرة «طاش العيار»، فثمة مفاجأة من الثقيل في انتظاره حين خرج ووجد زوجته قد أضاءت مصباح الغرفة، وجلست على طرف السرير ممسكة بهاتفه المحمول غضاً طازجاً دون «تنظيف» وحذف!

قُضي الأمر... وادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل!



ما الذي جعله يمكث في الحمام 10 دقائق أكثر من المعتاد، وهي فترة زمنية ليست بقصيرة في عمر هذا الموقف البوليسي الحرج، وتلك العلاقة المتوترة بينهما، ما سمح لها بأربع محاولات ذكية، لتخمين أرقام فتح هاتفه، حين أصابت بالصدفة تاريخ ميلاد ابنهما، الآن هو في موقف لا يحسد عليه، وعليه حتماً أن يتبنى أحد السيناريوهين التاليين للخروج من هذا الموقف بأقل خسائر معنوية وربما جسدية!



السيناريو الأول، ادعاء البراءة والإنكار:

وفقا لهذا السيناريو عليه أن يتظاهر بالبراءة مهما حدث، وأن يتقمص روح «أحمد عز»، ويلجأ للإنكار التام مدعياً أن ثمة خطأ تقنيا حدث، أو أن أحدهم سرق حسابه الاجتماعي، حتى تهدأ وتقتنع فتنسى بفعل وطأة الزمن، وهذا سيناريو آمن في نهايته متعب في بدايته من حيث الجهد والتمثيل والتقمص، لكن من عيوبه القاتلة أن تكراره بالوقوع في المصيدة مرة أخرى ستكون القاضية، ولن يجد مهرباً إذ أحرق كل مراكبه.



السيناريو الثاني، المواجهة و«اللي يحصل يحصل»:

على الزوج أن يسأل نفسه: هل لديه قلب حديدي، وشرايين تاجية تتحمل ضغط الدم والصداع والصدام الناري الذي يقبل عليه الآن؟

إذا كانت الإجابة بنعم، فعليه الانتقال إلى السؤال الثاني: هل أنت على استعداد للقيام بغسيل الأطباق ونشر الغسيل وتغيير حفاضات أطفالك لمدة لن تقل في أفضل الظروف عن 6 أشهر؟!

الكارثة الحقيقية في هذا السيناريو هي أن معظم طلباته الخاصة من الطعام، أو في البيت ستكون في طي الذكريات، وعليه أن يقدم وعوداً كل «يومين» وأن يطمئنها بعدم تكرار ما حدث.