الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تقريب الاقتصاد الإسلامي

المال عصب مهم للأفراد والمجتمعات، وفي نصوص القرآن السنة تذكير للناس بنعمة المال وأهمية الكسب الحلال وطرق المحافظة على نعمة المال، لذلك استنبط الفقهاء من هذه النصوص عشرات القواعد المتعلقة بمسائل البيوع والمعاملات المالية وهي التي تسمى في أيامنا بالاقتصاد الإسلامي.

من الضروري طرح المسائل المتعلقة بهذا العلم بطرق تناسب ثقافة الناس في أيامنا، فقد لا يستوعب كثير من الناس طرح مسائل البيوع من خلال ذكر أمثلة قديمة كانت ضمن تعاملات الناس قديماً ولم يعودوا يتعاملون بها في أيامنا، فالاقتصاد الإسلامي يحتاج إلى تقريبه للناس ليفهموا قواعد الشريعة في مسائل البيع والشراء والإجارة وغير ذلك.

ومن طرق تقريب الاقتصاد الإسلامي طرحه بلغة سهلة يفهمها الناس كاستعمال العملات المعاصرة في ذكر القيمة أو الأوزان المتعارف عليها بدلاً من المد والصاع والأوقية وغير ذلك، وبهذا قد يتصور عامة الناس كثيراً من مسائل البيوع بسهولة ويسر، ولو تم ربط قواعد المعاملات المالية بالبيوع التي استجدت في حياة الناس كالبيع والشراء من خلال المواقع أو التطبيقات المعاصرة أو ذكر مسائل الأسهم والسندات والصكوك فإن الكلام عن مسائل الاقتصاد الإسلامي سيكون قريباً من واقع الناس، وفيه معالجة لمسائل قد يتعرض لها الناس يومياً في البيع والشراء، ومن المهم جداً إعداد نخبة متميزة من المتخصصين في مسائل الاقتصاد الإسلامي عبر خطة مدروسة.


فلو استحدث في بعض الجهات المتخصصة مسمى وظيفي باسم " خبير اقتصاد إسلامي " فإن مسائل هذا العلم ستصل إلى شريحة أكبر مع دعم وتشجيع لها، ولو طرحت أيضاً بعض الندوات أو الحلقات في وسائل الإعلام حول قضايا الاقتصاد الإسلامي ويتحدث فيها نخبة من أهل الاختصاص ممن آتاهم الله حسن الأسلوب ووضوح العبارة فإن هذا أيضاً سيسهم في تقريب هذا العلم للناس، ومما يدخل في ذلك أيضاً طباعة الكتب والبحوث المتخصصة حول ما يستجد من مسائل الاقتصاد، وبربط هذه المستجدات بنصوص القرآن والسنة والقواعد التي يذكرها العلماء في كتبهم فإننا سنسهم في تقريب هذا العلم ونشره بين فئات المجتمع.