الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

التواصل الاجتماعي.. والنزوح الافتراضي

أصبحت المشاركة في المناسبات الاجتماعية تدار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والهاتف، وفي هذه الفترة لم نستطع أن نكون بقرب أحبابنا، وهم يفقدون فرداً من العائلة أو نساعدهم في تخطي المحن والأمراض.

وحتى قبل الجائحة كانت حياتنا تدار بوساطة افتراضية، لم نعد نلتقي كما كنا من قبل، وأصبحنا نرى أنفسنا عبر الكاميرات والدردشات الفاقدة للقرب والحميمية.

وما حدث يوم الاثنين الماضي من انقطاع خدمات شركة فيسبوك، بما في ذلك تطبيقات واتساب وإنستغرام، انقطاع استمر لأكثر من 6 ساعات فقط، شغل الجميع وبدأت التخمينات البوليسية!


الأهم هو اكتشافنا أننا لا نستطيع العيش خارج هذا العالم الافتراضي، ففي لحظات انضمّ إلى تطبيق المراسلة النصية «تيليغرام» أكثر من 70 مليون نازح افتراضي من المنصات الأخرى في يوم واحد، بحسب تصريح الرئيس التنفيذي لشركة تيليغرام.


وأشار الحساب الرسمي لتطبيق تويتر إلى نزوح ملايين المستخدمين إلى المنصة من التطبيقات الأخرى المملوكة لفيسبوك، ورحبت الشركة بجميع النازحين بالقول «أهلاً وسهلاً بالجميع» وفي لحظات حصدت هذه التغريدة أكثر من 1.6 مليون إعجاب.

وأجمل ما يلفت الانتباه ليس الأرقام وإنما اختيار كلمة (النزوح) وكأن هؤلاء المستخدمين فروا من الحروب في بلدانهم، مواجهين كل الألم بالسخرية، فشاهدنا تطبيق فيسبوك في الجبس وتويتر في حالة ضحك، وفي سخرية أخرى دفنت تطبيقات شركة الفيسبوك وباقية التطبيقات في حالة من الحزن الشديد.

قبل الانقطاع كلما سألت صديقاً: هل عندك فايبر؟

ينظر إليّ وكأنني من كوكب آخر، ويكون الرد: هل ما زالت تستخدمين الفايبر؟

في تلك الساعات الست كنت في جولة تسوق، لذلك لم أنتبه للانقطاع الذي خلق حالة كبيرة من التوتر والقلق، وبالتأكيد جميعنا لاحظنا ذلك على مستوى مجتمعاتنا الصغيرة من العائلة والأصدقاء.

في هذه المنصات، نولي اهتماماً للتفاصيل الصغيرة في حياة من حولنا، ونلاحظ غياب أصدقاء افتراضيين لم نلتقِ بهم على أرض الواقع، لكن أصبحوا جزءاً من يومياتنا نتابع ما يكتبون ونحزن مع أحزانهم. فضلاً عن أن هذه المنصات كسرت واخترقت كل الحواجز.