السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

تنميط العلاقات.. و حق المرأة

أثناء تجوالي في مواقع التواصل الاجتماعي، استوقفتني تغريدة لشاب خليجي يقول فيها: «المرأة التي تنتظر المصروف الشهري من زوجها، عليها ألا ترفع سقف طموحها كامرأة حرة ومستقلة».

حاولت تجاوز الفكرة التي يحاول تمريرها من خلال هذه التغريدة، لكن لم أستطع.. ربما لأن فيها تقليلاً من شأن النساء اللائي اخترن التفرغ لرعاية أسرهن، وربما لأن فيها تنميطاً ضيق الأفق للعلاقة النموذجية بين المرأة والرجل، وربما لأنها تجسيد واضح الملامح لمغالطة المأزق المفتعل، وربما لكل هذه الأسباب مجتمعة.

لا خلاف على حق المرأة الأصيل في العمل والاستقلال المادي، لكن ليس من الحكمة افتعال صراعات داخل البيوت المستقرة، والتي قد تكون سعيدة ومتكيفة مع ظروفها.


فالعلاقات الإنسانية عموماً، والعلاقة بين الرجل وزوجته على وجه الخصوص.. تحتمل الكثير من النماذج، وليس من حق أي طرف أن يختزلها في نموذج واحد يراه صحيحاً، ويقلل من شأن النماذج الأخرى.. وأكثر ما تسبب في زعزعة استقرار الأسرة العربية في الـ20 سنة الأخيرة، هي مثل هذه الأطروحات الحادة، التي تقلب العلاقة من حب وتكامل إلى تحدٍّ وصراع.


النموذج الذي يناسبني أنا، قد لا يناسبك أنت، والنموذج الذي يناسب مريم، قد لا يناسب فاطمة.. ومن حق كل زوجين اختيار النموذج الذي يناسبهما، دون تقليل من شأن النماذج الأخرى.. وقد تختار زوجة محدودة التعليم، أن تخرج للعمل، وقد تختار زوجة تحمل الدكتوراة، أن تتفرغ لرعاية زوجها وأبنائها.. كلا النموذجين صحيح، ولا أفضلية لأحدهما على الآخر.