الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

كلمة السر.. الولوج السهل

أسرار الحياة والكون لا تنتهي، ولذلك سعى الإنسان منذ القدم، ولا يزال يسعى، لمعرفة هذه الأسرار لأجل التحكم في الطبيعة ومواردها الاقتصادية وفي حياة الآخرين، وهذا ما تختصره اليوم «كلمة السر» التي تلازم وسائل التكنولوجيا الرقمية، إذ لكثير من التقنيات كلمة سر لا يمكن الوصول إليها بدونها.

فبطاقات سحب النقود، والحواسيب، ووسائل التواصل الاجتماعي كلها مُعمَّاة (مشفَّرة)، بل يمكن القول إن الحياة كلها أسرار ورموز. فاللغات التي يتحدث بها البشر رموز، وتعاملات الناس فيما بينهم تحكمها رموز من العادات والتقاليد، ومعرفة هذه الرموز تُمكِّن الإنسان من التحكُّم في العالم المحيط به وإخضاعه، فالمعرفة هي السلطة الحقيقية؛ لذلك تقدم لنا التكنولوجيا رموزاً لحماية أموالنا في المصارف وحواسيبنا وإيميلاتنا وحساباتنا في وسائل التواصل الاجتماعي، ونُحذَّر دائماً من حصول غيرنا على تلك الرموز.

حكاية شعبية إفريقية، خلاصتُها أن رجلاً امْتَهن جمعَ الحطب وبيعَه، وظل فترة طويلة يعيش على الكَفاف، وذات مساء بينما كان داخل غابة تُطِلُّ عليها قِمة جبل رأى لصوصاً يتسلقون الجبل وعندما وصلوا إلى قمته قال أحدهم للجبل: «افتح يا جبل ها نحن عندنا» فانفتح باب كهف كبير، ودخل اللصوص وقالوا: «أغلق يا جبل فقد دخلنا»، فانغلق باب الكهف.


قرَّر الحطاب أن يدخل الكهف، فكَمُن في الغابة حتى خرج اللصوص، ذهب إلى الكهف وقال: «افتح يا جبل ها نحن عندنا»، ففُتِح باب الكهف ودخل فإذا بكنز من الذهب والأشياء الثمينة، فأخذ الكنز وقال للجبل: «افتح يا جبل نريد الخروج» - وهي كلمة السر التي يستخدمها اللصوص إذا أرادوا الخروج - فانفتح باب الكهف وخرج الحطاب بثروة اقتصادية ضخمة، لأنه عرف كلمة السر.