السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الحياة.. تهزم الجائحة

لا تزال أعداد المصابين- وكذلك الوفيات- مرتفعة حول العالم من جراء كورونا، ففي الولايات المتحدة تقترب أرقام الوفيات من حاجز 750 ألفاً، أي إنه خلال 9 أشهر قضاها الرئيس الأمريكي جو بايدن تزاديت الوفيات بربع مليون وفاة، وحين تسلم الرئاسة كانت الوفيات أقل قليلاً من 500 ألف، وحدث هذا رغم وجود الأمصال واهتمام بايدن شخصياً بمسألة التطعيمات.

الأرقام لا تزال مرتفعة في كثير من الدول، مثل الهند والبرازيل وروسيا، ففي البرازيل تجاوزت أرقام الوفيات 600 ألف، لكن رغم هذا، لم يعد كثيرون يشعرون بالفزع، وموجة الذعر والتخوف من وفيات جماعية تراجعت.

في مجال البحث العلمي والمخابر، تراجعت حدة البحث عن مصدر الفيروس قصد الوصول إلى متهم، والتي كان المقصود منها الصين. لم يتوقف البحث، لكن بنبرة أهدأ، وهناك حالة من التعايش ورغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية.


ومع تقدم إجراءات الفحص أو«المسحة»، يستغرق الأمر الآن عدة دقائق، بعد أن كانت النتيجة في البداية تستغرق ساعات للظهور.


واكتشفت الحكومات أن تَعطُّل الحياة وإغلاق المدن والدول، يقود إلى انهيار اقتصادي وإنساني، وفقدان مئات الآلاف من فرص العمل. انهيار السياحة، تهديد شبح الإفلاس لشركات الطيران وهكذا.

أما الفرد نفسه كمواطن، فقد أثبت مجدداً مقولة أرسطو «إن الإنسان حيوان مدني، لا يمكنه العيش وحيداً، منعزلاً عن الآخرين» لذا لم يلتزم كثيرون بالإجراءات الاحترازية، ومن سار في شوارع القاهرة وحاراتها في ذروة الموجة الأولى، اكتشف أنه كان هناك استخفاف حقيقي بكل ما يقال حول مخاطر كوفيد-19، فالمقاهي في الشوارع الجانبية لم تتأثر، بل ازداد الإقبال عليها في شهر رمضان المبارك، وأقام الأهالي موائد إفطار جماعية فوق أسطح العمارات، حيث الهواء الطلق، والآن يتصرف كثيرون وكأنه لا يوجد فيروس، والرغبة في الحياة أقوى، رغم أن التحدي قائم، إلا أننا نلمس اتجاه عدد من الحكومات الى التخفيف من إجراءات وموانع السفر والتنقل، بل إن المملكة العربية السعودية اتجهت إلى فتح الحرم المكي لاستقبال المصلين بطاقة عادية، لتدخل أيام الحظر في باب الذكريات.

في بداية الوباء، كانت هناك توقعات بأن يفقد العالم ما لا يقل عن ربع مليار فرد، لكن جهد الإنسانية في المواجهة مع توصل العلماء إلى اكتشاف عدة أمصال وطعوم، وطبعاً اللطف الإلهي، أنزل الرقم السابق عالمياً إلى حوالي 5 ملايين.

خطورة الوباء تتراجع وتؤكد مجدداً أن الحياة إرادة ورغبة وتحدٍّ.