الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

رومانسية اتحاد الكرة

مخجل حقاً أننا ما زلنا نسمع أخبار عدم سماح الأندية بانضمام لاعبيها إلى منتخباتنا الوطنية، لأسباب غريبة ووهمية إلى حد بعيد، لأنه من المفترض أن تعمل هذه الأندية من أجل المنتخبات وبهدف رفعة كرة القدم الإماراتية على المستوى الأول، ومن بعد ذلك تحقيق مبتغاها وما تنتظره من إنجازات سواء كانت محلية أو قارية، لكن للأسف الأمر مقلوب لدينا، والأندية أهم من المنتخبات.

مشكلة المجلس الحالي لاتحاد كرة القدم أنه يتعامل بـ«رومانسية» مع الأندية ومختلف أطياف اللعبة، لأنه وبكل صراحة بيئة كرة القدم لدينا غير صحية وليست احترافية، وعليك أن تتعامل مع عقليات لا علاقة لها باللعبة، وأفضل طريقة لتصل إلى ما تريده كاتحاد هو أن تفرض شخصيتك وهيبتك وتسيطر من أجل مصلحة منتخباتنا أولاً.

في السابق، كانت الأندية تتسابق من أجل وضع منسوبيها في اتحاد الكرة، من أجل السيطرة والعديد من الأمور الغريبة، وكان من يتواجد يظن أن مهمته هي الدفاع عن حقوق ناديه، ولدينا العديد من القصص المتعلقة بعدم انضمام اللاعبين إلى المنتخبات، وأشياء عديدة مؤسفة، تؤكد لنا أن الأندية تفكر في مصلحتها أولاً وأخيراً.

والمؤسف حقاً أن هذه الأندية تظن أن العمل الذي تقوم به صحيح، وهذا أمر خاطئ، لكن كل الفشل الذي نعاني منه منذ أكثر من عقدين هو نتاج العمل السيئ والفاشل المتواجد في الأندية، ونشاهد هذا المنتج في منتخباتنا الوطنية، لأنه من غير الممكن أن تحقق أهدافك وطموحاتك بالطريقة السيئة وغير الاحترافية المتواجدة لدى الأندية.

أعتقد لو أن اتحاد كرة القدم فكر في معاقبة هؤلاء اللاعبين الرافضين الانضمام إلى المنتخب، أو تجرأ وعاقب هذه الأندية وتم ذكر اسمها في وسائل الإعلام، كان يمكن أن تشكل ورقة ضغط، لكن للأسف ما زلنا نقول إن أنديتنا أقوى من الاتحاد والأسباب معروفة وواضحة.

يجب ألا نطالب لاعبينا بتحقيق أهداف أكبر من إمكاناتهم، حتى نصحح أولاً الأوضاع الإدارية وطريقة إدارة اللعبة، وأن نعمل بعد ذلك سوياً يداً بيد من أجل مصلحة منتخباتنا أولاً ومن ثم أنديتنا، ومن بعد ذلك يمكن أن نتحدث عن المونديال.