الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

عولمة متسارعة.. وأفكار من بعيد

عندما نقوم بإسقاط كرة زجاجية على سطح مائل تتدحرج في البداية ببطء، وما تلبث أن تتسارع دحرجتها حتى تسقط من الطرف الآخر.

هذا ما ألاحظه أنا شخصياً فيما يتعلق بالتغيرات التي تطرأ على مجتمعاتنا العربية الصغيرة والمحافظة.. فالتغيرات في العقود السالفة كانت تحدث ببطء شديد، وعلى مدى زمني طويل، أما الآن فالتغيرات تتسارع وكل يوم نرى أفكاراً جديدة تتسلل إلى عقول الآباء والأبناء معاً، ولا نعرف الشكل الذي سنكون عليه بعد 5 أو 10 أو 15 سنة.

في بعض الأحيان يُخيل إلي أن العالم بأكمله يتجه نحو مصير حتمي واحد، تتلاشى فيه الفوارق بين المجتمعات والدول، لينصهر الجميع في وعاء فكري وأخلاقي واحد.. لا يعترف بالهويات الخاصة، ويصب كل تركيزه على الهوية العالمية الموحدة.. في ظاهرة يمكن أن نطلق عليها مسمى العولمة الفكرية والأخلاقية.


أدوات هذا النوع من العولمة واضحة للعيان، ولا نكاد نفارقها لحظة.. مواقع التواصل الاجتماعي.. تويتر.. إنستغرام.. سناب شات.. تيك توك، والشبكات الترفيهية المدفوعة.. وفي مقدمتها نتفلكيس.


حاجز اللغة انكسر منذ سنوات طويلة، والفتاة العربية التي تعيش في قريتها الصغيرة المحافظة تتلقى يومياً آلاف الرسائل الضمنية الخطرة من فتيات أخريات مقيمات في باريس وأمستردام وستوكهولم وكوبنهاغن.. الخصوصيات الاجتماعية تتلاشى، والتيارات الفكرية القادمة من بعيد تجرف معها كل شيء.

كل ما ذكرته في السطور السابقة هو مجرد تشخيص سريع لمعضلة كبيرة ستعاني منها كل المجتمعات المحافظة.. أما وسائل التصدي، فهي أكثر تعقيداً من أن أتطرق إليها في مقال واحد.