السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

السباق نحو الأخضر

شبّه بن خلدون في كتابه (المقدمة) التطور الذي يحدث للعالم، كإنسان يولد صغيراً ويحتاج إلى الحماية ثم ينمو وينضج، مضيفاً أن الاختلاف بين نضج الأجيال يعتمد على الاختلاف في متطلبات الرعاية والاحتواء، ونبه إلى أن ما يحدث لتنمية المجتمعات وتقدمها أو تدهورها و تقهقرها على المنوال ذاته.

اليوم، ووفقاً للخبراء يستخدم أكثر من مليار شخص في العالم البيئة ويستغلونها، نتيجة لالتزامات وأنشطة مختلفة، كما تعاني العديد من البلدان من أزمات مالية عالمية، وتتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء للسبب ذاته، وإذا استمر هدر الموارد على هذا النحو، فسيعيش 4 مليارات شخص مع نقص حاد في المياه بحلول عام 2050.

وعليه، يهدف الاقتصاديون إلى إيجاد طرق واستراتيجيات قوية لتنفيذ الاقتصاد الأخضر من أجل تحقيق معدلات نمو عالية، كأحد الأهداف المرجوة عالمياً ومحلياً، وتشجيع الاستثمار لتحقيق التنمية المستدامة لتشمل كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفنية، وتقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء لتوفير حياة كريمة للإنسان.


ومن هذا المنطلق، فإن إمكانية التحرك نحو الاقتصاد الأخضر والاعتماد على الطاقات الجديدة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية صار أمراً مهماً للغاية من أجل تحقيق التنمية المستدامة المصحوبة بآثار بيئية واجتماعية نظيفة لإعادة التوازن، وبناء على ذلك بلغ الاهتمام بمفهوم الاقتصاد الأخضر ذروته.


تحقيق النمو والتنمية المستدامين دون المساس بالنظام البيئي من الضرورات القصوى للمستقبل، وتعمل منصات الأمم المتحدة من خلال تقديم المساعدات والمنح للدول الفقيرة من أجل النهوض بالتعليم والصحة والبنية التحتية، وبالتالي تحقيق العدل والمساواة في التنمية.

في سياق موازٍ، تصدرت التنمية الخضراء والتنوع البيولوجي والمناخ ديباجة معرض إكسبو2020 في الجلسات المخصصة، التي أثارت سؤالاً عاماً حول: كيف يعمل العالم معاً لإدارة تغير المناخ بشكل أفضل لحماية التنوع والاستثمار الأخضر بمشاركة 192 دولة؟

هنا، أصبح من المهم للإعلام التنموي أن يلعب دوراً فاعلاً في إيصال الرسائل من خلال تطوير خطط إعلامية استراتيجية، للتعريف بأهمية الاقتصاد الأخضر للإنسانية، كنشاط اقتصادي صديق وباعتباره أحد السبل لتحقيق التنمية المستدامة والبيئة السليمة، ونظراً لأن معدلات النمو الحالية في معظم البلدان ليست مستدامة وفقاً للخبراء، فهناك طريق واحد فقط للمضي قدماً بالاقتصاد، وهو الاتجاه نحو الأخضر.

يبقى السؤال: هل يمكن للبلدان تحويل اقتصاداتها إلى الأخضر؟ ربما قد يحدث هذا إذا اتبعوا متطلبات الرعاية والاحتواء بحسب بن خلدون!