الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

وسائل التواصل.. حرية وكراهية

ما لا شك فيه أن قضية الوعي أخطر قضية تواجه المجتمعات في العالم. في ليبيا، منذ أيام حدثت مشكلة عائلية كبيرة بين سيدتين بسبب منشور على الفيسبوك، وانتقل النزاع إلى بقية أفراد العائلة وصل الأمر إلى إطلاق الرصاص، فماذا تضمن ذلك المنشور؟

بضع كلمات، يتبعها تسجيل صوتي طال شرف وكرامة إحدى السيدات، وفي تلك اللحظة تحوّلت هذه التقنية من نعمة إلى نقمة!

هذا فعلاً ما يحدث في محيط المجتمع الصغير، ولكن في حدود المجتمع الكبير أصبح من السهل جداً الترويج للإشاعات والنيل من كرامة الأشخاص وكتابة منشورات كره ضد البعض، والمؤسف في الأمر أن تتضمن التعليقات كماً من الشتائم والإهانات لأشخاص في الغالب لا علاقة لهم بموضوع المنشور، أو يشارك المنشور دون التأكد من صحة المحتوى، فاختراق الصفحات ونشر محتواها بما في ذلك صور شخصية، قد تكون سبباً في إلحاق ضرر وجداني ونفسي واجتماعي، ومثل تلك الأفعال لا تمت للأخلاق بصلة.


في خطاب الكراهية الذي يُبث على وسائل الاتصال الرقمية، عادةً ما تؤدي مشاعر عدم التسامح إلى توليد خطابات مفعمة بالأذى وانتشارها، كخطاب يعبر عن الشر والعنف والعنصرية والقذف والتشهير.


يمكن للتكنولوجيا التي تتيح حشد الرأي العام للمطالبة بالتغيير ورفع مستوى الخدمات للمواطنين، أن تُستخدم هي ذاتها من قبل جماعات تحث على الكراهية، وتبني وجهات نظر معينة تؤدي إلى تعقيد المشهد العام لبلد ما على سبيل المثال.

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي خاصة في ليبيا دوراً كبيراً في الانقسام والفوضى والإساءة للنساء والترويج للإشاعات، وما ينطوي على ذلك من مخاوف تطال الجميع بسبب سرعة الانتشار لما هو سيئ وسلبي، في الوقت ذاته الأخبار الإيجابية لا يتم الترويج لها إلا فيما ندر.

يعتقد البعض أن وسائل التواصل منحت قدراً كبيراً من حرية التعبير، لكن للأسف هناك خلط بين خطاب الكراهية وحرية التعبير، فصحيح أن الفرق بينهما بسيط جداً، لكن خطاب الكراهية وفقاً لتوصية السياسة العامة الصادرة عن المفوضية الأوروبية لمناهضة العنصرية والتعصب في وقت سابق: «هو الدعوة أو الترويج أو التحريض على تشويه صورة شخص أو مجموعة من الأشخاص أو تشويه سمعتهم، وأي تحرش أو إهانة».

بسبب خطورة هذا الخطاب يجب العمل على توعية أفراد المجتمع بالحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية وحثهم على التبليغ ضده لأنه بالفعل يؤذي.