أزعجني قرار إقالة المدرب الوطني الكبير عبدالعزيزالعنبري، المدير الفني الشارقة، بعد تلقيه، لثالث هزيمة خلال المباريات الأربع الأخيرة.
وبهذا القرار المتعجل، انتهت حقبة مهمة في تاريخ الشارقة شهدت عودته للألقاب والفوز بالدوري موسم 2018/ 2019 بعد 23 عاماً من التراجع والإحباطات والنوم العميق للنادي الكبير.
ربما يحق لإدارة شركة كرة القدم الشرقاوية، التي نفت منذ أيام شائعات انتقال العنبري لتولي مهمة المدير الفني لمنتخب الإمارات بديلاً للهولندي مارفيك، يحق لها أن تغضب لتراجع الفريق الشرقاوي للمركز الخامس بعد 7 أسابيع من انطلاق الدوري، ولكن الفارق الهش بين الشارقة والعين المتصدر، لا يزيد على 5 نقاط، وهو على بعد نقطتين فقط من شباب أهلي دبي صاحب المركز الثاني، ونقطة واحدة فقط من النصر والجزيرة المشاركين بالمركز الثالث، وهذه الفوارق الطفيفة، يمكن حسمها في جولة واحدة أو جولتين بالدوري وما زال الوقت مبكراً جداً على فقدان فرصة المنافسة على اللقب، ويقولون إن الدوري بطولة «النفس» الطويل، ولذلك فبكل تأكيد الدوري واللقب لا يزال في الملعب.
نعم ربما تضايقت جماهير الشارقة، لأن فريقهم خسر أمام شباب الأهلي وعجمان والنصر، ولكنه أيضاً فاز على الجزيرة حامل اللقب، نعم الشارقة خسر مباراته الأخيرة في عقر داره وأمام جماهيره أمام النصر بثلاثة أهداف نظيفة، ولكن هذا شيء شائع في كرة القدم، ومن هو هذا الفريق الذي لم يفلت من هذه النتائج الثقيلة وفي عقر داره؟
لماذا شعر البعض بكل هذه الحساسية والغضب، هل الشارقة أفضل من برشلونة والسيتي واليونايتد وليفربول والريال وروما وغيرها، ألم يتابعوا، هزيمة منتخب البرازيل، الأكثر فوزاً بكأس العالم، وهو يخسر 7/1 أمام ألمانيا بالدور قبل النهائي لمونديال 2014 في عقر داره، ألم يشاهدوا كيف خسر ليفربول العملاق، 7/2 أمام أستون فيلا الفريق المتوسط، ألم يروا كيف تعرض برشلونة لهزيمة مذلة في دوري أبطال أوروبا 8/2 أمام بايرن ميونيخ، بحضور أسطورته ليونيل ميسي أحسن لاعب في العالم، ألم يتابعوا منذ أسابيع خسارة أخرى للبارسا في ملعبه بـ3/ صفر بعد رحيل ميسي، وألم يسمعوا منذ يومين عن خسارة روما الرهيبة في اليوربا كونفرس من بودو جيليمت النرويجي 6/ 1 بقيادة مورينيو أحد أفضل مدربي العالم، لماذا لا تمنحوا العنبري فرصة أخرى مثل كلوب وموريينو وغيرهم من كبار المدربين المحترفين؟