يحظى المدرب عبدالعزيز العنبري بسمعة طيبة في الوسط الرياضي والمجتمع بسبب أخلاقه وتصرفاته الحميدة وإرثه الإبداعي، وكذلك بسبب تصريحاته الهادئة الخالية من الاستفزاز والاستعارات غير المرغوب فيها، فهو حريص على سلامة مشاعر الآخرين، حيث يدرس كل كلمة قبل أن ينطقها حتى لا تجرح أحداً ولا تسبب أذى لسامعها.
تلقى العنبري العديد من الأسئلة الاستكشافية والتفسيرية والاستفزازية من إعلاميين خلال فترة قيادته لفريق الشارقة، لكن إجاباته كانت دقيقة هادئة لا تحمل في طياتها أي تفاصيل مستفزة، بل كان يُغّير نبرة الحوار الحادة إلى نغمات تريح الأذن.
خلال أكثر من عقدين، لم ينجح مدربون أجانب في معالجة وضع فريق الشارقة المتردي حينذاك، لكن العنبري، وقبل أن يضع سماعته على قلب الفريق، كان يعرف أين تكمن العلة، فجاء بالدواء الشافي، وأعاد للملك هيبته وجعل كلمته مسموعة، كما أعاده إلى دواوين الصدارة، وأعاد له تاجه.
طالب الجمهور أكثر من مرة بتعيين العنبري مدرباً للمنتخب الوطني بسبب نجاحاته مع الشارقة، لكنه كان ملتزماً مع فريقه، وكان دائماً يدعو إلى دعم الأبيض من دون أن ينتقد لاعباً أو مدرباً بشكل حاد.
ما الذي فعله العنبري في الشارقة؟
قبل أن يتسلم ابن النادي مسؤولية التدريب، كانت طموحات عشاق الملك محدودة ومحصورة في بقاء الفريق مع أندية المحترفين، وبعد أن أعاد العنبري الشارقة إلى منصات التتويج، تغيّرت أهداف مشجعي الفريق، وكبرت طموحاتهم، وراحوا يطالبون بمدرب آخر يحقق أهدافهم الجديدة.
ما الذي ينبغي على إدارة الشارقة فعله في هذا الوقت؟
عليها أن تعزز خبرات العنبري التدريبية من خلال توفير فرص للمعايشة مع فرق أوروبية عريقة، وعليها أن تتحمل تكاليف هذه المهمات، لأن هذا المدرب المبدع سيعود إلى العمل من جديد، وسيأتي بفكر آخر يستطيع من خلاله مواصلة مسيرته المهنية بصورة تتوافق مع طموحات المؤسسة الكبيرة.
هل ترسل إدارة النادي العنبري للمعايشة في ريال مدريد أو برشلونة؟ هل تبعثه إلى مانشستر سيتي أو ليفربول؟ هل ترسله إلى بايرن ميونيخ في ألمانيا أو إلى أياكس أمستردام في هولندا؟
نحن في الانتظار.