الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

حروب الروبوتات.. الذكاء والمجهول

التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الروبوتات باتت مخيفة بشكل لافت، خصوصاً إن تم استخدامها في الأغراض العسكرية، وتطويرها لخدمة سباق التسلح العالمي، حينها سنجد جيوشاً من الروبوتات ومقاتلات حربية بدون طيار وذخائر جوالة قادرة على تنفيذ أصعب المهمات وبصورة فائقة من الدقة والسرعة.

لك أن تتخيل روبوتاً مجهزاً بأحدث الأسلحة وقادراً على تصويب أهدافه بدقة عالية ولا يتأثر لا برصاص ولا بنيران، وتخيل وجود روبوتات على شكل دبابات مجهزة بتقنيات ذكاء اصطناعي يمكنها من تحديد خصومها، وقادرة على الاتصال مع بعضها البعض وقادرة على التشكيل العسكري، الذي يمنحها التفوق بتكتيكات هجومية لا تستطيع ردعها، خصوصاً إن كان يخدمها من الخلف مدافع وروبوتات مهمات خاصة قادرة على إيجاد ثغرات في تشكيل العدو.

ولك أن تتخيل أيضاً، طائرات حربية دون طيار تؤمن الغطاء الجوي لهذه الدبابات ومزودة بذخائر جوالة تجول في الأجواء لتبحث عن هدفها وعندما تجده تقوم بقصفه بمنتهى الدقة هذا بخلاف الغواصات ذاتية القيادة، ولك أن تتخيل أن كل هذه الأسلحة والمعدات تدار من قبل حواسيب عملاقة قادرة على القيام بملايين العمليات الحسابية بثوانٍ معدودة وقادرة على تحليل الموقف وتغيير خطة الهجوم والدفاع بلمح البصر، حينها تأكد أن الغلبة لمن يمتلك تكنولوجيا أفضل وأسرع وأكثر تطوراً.

ما عرضته عليك هو أحد أوجه الحروب بصورتها التقليدية مع تغيير في شكل الأسلحة واستخداماتها، فماذا لو تم تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتشن حروباً مغايرة؟ حروب على شبكات الاتصالات والكهرباء، حروب على الأنظمة المصرفية والمالية، حروب على سيرفرات الحكومات والشركات، وتقوم بهجمات على الأنظمة العسكرية فتفعل ما يحلو لها من أنظمة الدفاع والهجوم الجوي والبحري والأرضي، حينها العالم كله ليس بمأمن من إطلاق صواريخ نووية أو غيرها من صواريخ أسلحة الدمار الشامل.

إن تم توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري حينها لن نخاف من بني البشر بقدر ما سنخاف من أن تتحول الروبوتات لتصبح هي عدونا؛ وجه قبيح لتطور التكنولوجيا لم نجربه حتى الآن، وما ذكرته هنا ما هو إلا جزء بسيط من قدرات هائلة ستجعل حروب الفضاء وحروب الخيال العلمي أقرب للواقع إن لم نتمكن من كبح جماح العالم بالتسابق نحو التسلح وأوجدنا نظاماً أممياً قادراً على الحد من انتشار مثل هذه الأسلحة.