الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أجنحة «تامر كروان»!

هل تعرّضت من قبل لموسيقى «تامر كروان»؟!

بماذا شعرت وأنت تستمع لموسيقى «مسلسل ذات».. «سجن النسا».. مثلاً؟!

وإلى أي مدى ترى موسيقاه شريكاً في البطولة جنباً إلى جنب مع أبطال العمل ومخرجيه ومؤلفيه؟

حينما نصف تامر كروان، فحتما علينا أن نقول «المؤلف الموسيقي» وليس الموسيقار، لأن من يتجه مباشرة للتأليف الموسيقي وهو في الـ29 من عمره دون أن تكون جزءاً من التخطيط لحياته، فهو بالتأكيد كان يحمل بين طياته ما أحدث انفجاراً إبداعياً، صنع شرارة البداية بفيلم «المدينة» للمخرج يسري نصر الله، ثم توالى الانفجار الموسيقي ليضع «كروان» بصماته على أكثر من نصف الموجة السينمائية الشبابية في مطلع هذا القرن مثل «علشان ربنا يحبك» و«ليلة سقوط بغداد» و«باب الشمس»، «ويجا»، ورائعته المختلفة «في شقة مصر الجديدة»، «كباريه»، «احكي يا شهر زاد».

أسطورة «ذات»

في 2013 كانت محطته الفاصلة عبر مقطوعاته الفريدة في مسلسل «ذات» والتي تمثل أول تعارف شعبي بينه وبين الجمهور، وكأن الرواية الماتعة التي أبدعها صنع الله إبراهيم، وعالجتها مريم ناعوم بسيناريو وحوار، وأخرجها العملاقان كاملة أبو ذكري وخيري بشارة تأبى إلا أن يتعامل معها العمالقة والكبار... ولم العجب؟!.. فهي كانت البداية الحقيقية لنجومية «نيللي كريم».

ومن الإنصاف أن نعتبر موسيقى و«تراكات» مسلسل «ذات» أحد الأدوات الفاعلة والملهمة لكاملة أبو ذكري، وظهراً استند عليه أبطال العمل.

وتكفيك مشاهدة تتر المسلسل كي تدرك أن تاريخ مصر منذ منتصف القرن الماضي والذي استعرضه التتر لأنه يمثل حياة وعمر الفتاة «ذات»، أمسكه تامر كروان بين يديه وصعد به وهبط، وصال وجال وحمل المشاهد على أبواب الثكنات عام 1952 وخطابات «ناصر»، ورمى بك في سنوات «السادات» الملتهبة، وتغيرات الحياة السياسية في عصر «مبارك». والأجمل أنه تحدث في المسلسل على لسان «نيللي كريم» و«باسم سمرة»، والمتميز «أحمد كمال».

الموسيقار الطائر

في قانون الموسيقى، تامر كروان لا يمشي كما نمشي نحن البشر، بل يطير، يحلق بأكثر من جناحين، والدليل هو شرودك أثناء استماعك لموسيقاه، هذا الشرود الذهني الذي يحدث لك معناه أنك تفصل مقطوعاته عن العمل وتتعامل معها كعمل متفرد بذاته، وقليل من الموسيقيين من ينجح في ذلك.

في «سجن النسا» كانت دخلة العود المميزة وبعدها بنصف دقيقة دخلة «الكامنجات» كافية لتصوير ظهر النساء المحني قهراً وذلاً في السجن، وفي «لعبة الحب» تدخل جسدك كهرباء من نوع خاص، كأنك يافع تنتظر أرق وأحلى قصص الحب والغرام الكلاسيكي القديم.

تعالَ إلى المرح.. والفكاهة.. والرشاقة اللحنية في «هبة رجل الغراب» و«ريح المدام».

سؤال سريع: ألم تشعر وأنت تستمع لتتر «هبة رجل الغراب» بأجواء تفصيل الملابس وعالم عرض الأزياء والموضة؟!

ثم حلق معه نحو عالم الترقب والخوف في «كاباريه» و«تحت السيطرة» و«طرف ثالث» و«ويجا».

فإذا كان أي موسيقار يطير بجناحين اثنين، فـ«كروان» يحلق بعدة أجنحة تعلو به نحو مناطق محرمة على كثير من الموسيقيين.