الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصين وقمّة العشرين.. رؤية للمستقبل

اجتمع قبل أيام قادة مجموعة العشرين في مركز «لا نوفولا» للمؤتمرات في العاصمة الإيطالية «روما»، وتناول جدول أعمال القمة قضايا تغير المناخ والانتعاش الاقتصادي من آثار كوفيد-19 والحد الأدنى لمعدل الضريبة العالمي على الشركات متعددة الجنسيات، وكان للصين حضور لافت من خلال مشاركة الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي شارك عبر الفيديو وألقى كلمة وضحت موقف الصين ورؤيتها لمنظومة العمل المشترك مع أعضاء المجموعة.

قدم الرئيس الصيني شي، مقترحات من 5 نقاط، أولاً التضامن والتعاون، والعمل معاً لمكافحة الجائحة، ثانياً تعزيز التنسيق ودفع الانتعاش، ثالثاً التسامح الشامل والتنمية المشتركة، رابعاً دفع الابتكار واستغلال القوة، وخامساً التعايش المتناغم والتنمية الخضراء المستدامة.

من خلال مقترحات الرئيس الصيني تضع الصين أمام قادة مجموعة العشرين رؤية لمستقبل العمل المشترك للمجموعة، وأن الصين ملتزمة بالعمل المتناغم مع جميع المنظومات ومجموعات العمل الدولية بما فيها مجموعة العشرين، وفيما يخص الجائحة فالصين ملتزمة بخطتها في إمداد الدول النامية باللقاحات، وملتزمة أيضاً بتقديم المساعدات المالية لبرامج توزيع اللقاحات التي تنظمه منظمة الصحة العالمية، وقد قدمت الصين أكثر من 1.6 مليار جرعة من اللقاحات لأكثر من 100 دولة ومنظمة دولية.

وفيما يخص دفع الانتعاش الاقتصادي فالصين قدمت الكثير من الحلول لإنعاش الاقتصاد العالمي، وانتعاش الاقتصاد الصيني وخروجه من أزمة كورونا بهذه السرعة هو أكبر دفعة تقدمها الصين لإنعاش الاقتصاد العالمي، والصين أثبتت من خلال سياساتها الخارجية أن العمل المشترك البناء هو نهجها في التعامل مع جميع القضايا الدولية، وما تطلبه من العالم العمل سوياً لإنجاح مبادرة «المصير المشترك للبشرية».

قضايا المناخ على رأس أولويات العمل في الصين وقد حدد مجلس الوزراء الصيني الأسبوع الماضي، إجراءات لتحقيق أهداف البلاد للوصول إلى ذروة انبعاثات الكربون بحلول عام 2030 والحياد الكربوني قبل عام 2060 ما يثبت أن الصين تعمل بشكل دؤوب لحل مشاكل المناخ، وبأنها ملتزمة بوعودها تجاه المجتمع الدولي بهذا الخصوص وملتزمة بما جاء باتفاقية باريس للمناخ.

يقول القدماء الصينيون «إن الشخص الصادق يتعاون معه الجميع» بهذا الاقتباس الذي استخدمه «شي» في خطابه لمجموعة العشرين اختصر الكثير من الأمور، فهذا التعبير البسيط يوضح للعالم صدق النوايا الصينية وبأن العالم يجب أن يعمل جنباً لجنب مع الصين لإنجاح الكثير من الأهداف الأممية أهمها قضايا المناخ ومكافحة الجائحة والانتعاش الاقتصادي؛ فالصين تلعب دوراً محورياً في هذا الجانب وتمد يدها بصدق نحو مستقبل أكثر تشاركية بين أعضاء مجموعة العشرين وبين جميع دول العالم.