الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

يوم لمستقبل العالم

لو أردت أن أجمع كل الأسباب التي تقف وراء ما يحدث في دولة الإمارات ويبهر العالم منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 إلى اليوم الذي نحتفل فيه بمرور 50 عاماً (اليوبيل الذهبي)، فإني أعتقد أن السبب الرئيس هو رؤية القيادة الحكيمة. فقد قدّمت الإمارات خلال الخمسين عاماً الماضية دروساً وعبراً وقصص نجاح، وأثبتت أن الإنجازات تتحقق بالعزيمة والتوافق بين القيادة والشعب، وحرص قادة الاتحاد في بدايات التأسيس على الاستثمار في الإنسان.

ولا أختلف مع الذين يقولون إن النجاح التنموي ليس حصراً على دولة الإمارات، لأن هناك نهوض تنموي موجود في دول أخرى من العالم، مثل كوريا الجنوبية وماليزيا وحتى الصين. لكني أكاد أجزم أن الذي تختلف فيه الإمارات عن غيرها أنها بدأت من لا شيء، لتكون حديث العالم اليوم وصنعت قصّتها من الأساس، بدءاً من الاهتمام بالإنسان، وكذلك اهتمت بسن القوانين والتشريعات والبنية التحتية، وأصبح الحديث اليوم عن الوصول إلى المريخ وفق النظرية الإماراتية "لا للمستحيل".

الشيء الآخر الذي تختلف فيه الإمارات عن غيرها من المجتمعات، أن الخط التنموي لديها أخذ يسير من بدايته إلى اليوم بشكل تصاعدي واحد، كله نجاح وإنجاز، بل أن هذا لا يقتصر على مجال دون آخر، فكل المجالات تتشابه في نجاحها أو ما يعرف بالمفهوم الاقتصادي (الشمولية في التنمية).


كما أنه لا مجال لحصر الإنجازات وعدها، ونكتفي ببعض الأمثلة المشرقة، حيث أصبح الإماراتي اليوم صورة ونموذج للإنسان المجتهد والطّموح لبناء مستقبل أفضل، فمن رائد فضاء إلى فني ساهم في صنع مسبار، وعضو فعال في منظمة دولية، ورئيس للانتربول، كما أن الدولة حصلت على عضوية غير دائمة في مجلس الأمن، بالإضافة إلى الفوز بعضوية حقوق الإنسان.


كل ذلك يدل على التخطيط السليم والرؤية الاستراتيجية لدى القيادة الإماراتية والنخبة السياسية مع رغبة وطموح وحب للانجاز والابتكار، وإن أهم درس قدمته الإمارات للعالم في الخمسين عاما الماضية هو بناء الإنسان ورهانها عليه.

والنموذج الإماراتي جعل العالم أجمع يفتخر، حيث أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" اعتماد اليوم الوطني للإمارات والذي يصادف الثاني من ديسمبر، يوماً عالمياً للمستقبل، وهذا دليل كاف للتعبير عن اعتراف العالم بأن الفكر القيادي الإماراتي دائما ينظر ويخاطب المستقبل، الذي يحمل كل الأحلام والآمال للشعوب، ومن أراد أن يعرف كيف يصنع المستقبل عليه بالنموذج الإماراتي، كونه حقيقي واقعي.