الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإمارات.. أنبل رحلة لبناء الإنسان

على المستوى الشخصي تمثل دولة الإمارات العربية المتحدة لي، الكثير من الذكريات، فقد اخترتها بعد مغادرتي لبلادي، وقضيت فيها أياماً جميلة، فهي النموذج الذي يتمنى كل إنسان أن يكون وطنه على مثاله، فمنذ عام 2000 وقبل أن أستقر في الإمارات عام 2017 كان حضوري إليها لا يقل عن خمس مرات في العام، وفي كل مرة كنت أرى الدهشة التي تعتريني وتعتري غيري تتجدد لأن نمو الإمارات لا يتوقف.

وفي العيد الخمسين، تطل الروح الطاهرة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على كل شبر من هذا الكيان الاستثنائي، بعد أن حصد أبناؤه البررة من قادة وشعب ومقيمين، ما زرعته يده، رحمه الله.

لمرات كثيرة مررت في أبوظبي بتلك السارية التي توحدت قلوب الآباء المؤسسين لدولة الإمارات تحت علمها، فقد اتحدت أيديهم ساعة رفع العلم الجديد في الثاني من ديسمبر من عام 1971 واليوم تمضي خمسون عاماً على تلك اللحظة الفارقة، التي ولدت فيها الشخصية الوطنية الإماراتية، وأثبتت للعالم أجمع أن الوطن يفتدى بالروح.


اليوم نرى رؤيا العين مصداق، كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال قبل عدّة أشهر: «عام الخمسين.. احتفاء بخمسين عاماً شهدت أسرع مسيرة بناء في تاريخ الدول، وأفضل مسيرة تنمية شهدتها المنطقة، وأنبل رحلة لبناء الإنسان، وهو أيضاً عام استعداد لخمسين قادمة، عامرة بالخير، عميقة في التأثير، نموذجية في بناء أمل للمنطقة والعالم».


فلست أنا من يصفكم يا أهل الإمارات، فنجاحكم بلغ عنان السماء والريادة الإماراتية واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، والعالم يرى فيكم النموذج والحلم والإبداع الذي قل نظيره، وكأن الشيخ زايد يكرر على مسامعكم أن «الروح الحقيقية التي تدفع التقدم للأمام هي الروح الإنسانية، الرجل القادر بفكره وملكاته» وأنتم اليوم تصلون إلى المريخ، وتصبحون واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم، وواحدة من أكثر الدول تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم.

وكل التهنئة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكل أهل الإمارات وهم يحتفلون بعيد الاتحاد الخمسين، لمسيرة حافلة بالإنجازات الاستثنائية ويبدؤون مرحلة جديدة بروح التحدي والإبداع الذي لا يمكن لأحد إلا أن يعترف به في كل المجالات.