الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المساحات الكبيرة.. توجه مستمر

تعيش السوق العقارية في دبي انتعاشاً غير مسبوق، بفضل النمو الاقتصادي بعد الجائحة والتعافي السريع بدعم الإجراءات والحوافز الحكومية الجادة، في تذليل جميع العقبات أمام توسع الأنشطة الاقتصادية بشكل عام، والعقار على نحو خاص.

ويشهد القطاع العقاري زخماً كبيراً في الطلب على المساحات الكبيرة، مواصلاً النمو الضخم الذي بدأ خلال الجائحة على الفلل والتاون هاوس والمنازل ذات المساحات الواسعة، إذ فضل الكثير الحصول على مساحة أكبر تصلح للعيش والعمل وقضاء وقت الراحة أيضاً، في ظل الإغلاق الكامل للدولة.

فلا شك أن عمليات الإغلاق والقيود المفروضة بسبب «كوفيد-19»، وظهور سياسات العمل من المنزل، أدرك المشترون أنهم يرغبون في مساحات خارجية أكبر لا تتوفر إلا في الفلل والمنازل المستقلة.


ويعتمد الطلب القوي على المساحات الكبيرة في دبي على عدة عوامل أخرى، منها استمرار توافد المستثمرين الأجانب من ذوي الملاءة المالية الجيدة، وضخ استثمارات جديدة، وبالتالي سيكون المستثمر بحاجة إلى الإقامة؛ لذلك يفضل شراء فلل أو وحدة سكنية فاخرة للإقامة وفي نفس الوقت للاستثمار، إذ تفيد المؤشرات أن أسعار العقارات في دبي أقل من قيمتها الحقيقة، ما يعني أنه ما زال هناك مجال للصعود.


كما لا يمكن أن ننكر الدور الإيجابي للإجراءات الحكومية لمنح الإقامات الذهبية وإعطاء الجنسية للكفاءات والسماح باستقدام العائلات، من هنا فإن المساحات السكنية الكبيرة تكون الخيار المثالي والمفضل.

ومنذ عودة الأنشطة الاقتصادية في يوليو 2020 تسجل الفلل قفزات شهرية على صعيد قيمة المبيعات، ويمكن أن نلاحظ أن أسعار العقارات ارتفعت بنسبة قاربت 13% في دبي خلال أكتوبر 2021، مقارنة مع نفس الشهر من العام الماضي، إلا أن أسعار قطاع الفلل كانت متفوقة في ارتفاع الأسعار القياسي بنسبة 30%، ما يؤكد الطلب الضخم على هذه الفئة من السكن.

وتؤكد المؤشرات شهراً تلو شهر أن الاستثمار في المساحات الكبيرة في إمارة دبي، من أنجح الاستثمارات خلال فترة الجائحة، ومن أفضل الأصول التي تحفظ الأموال، بل وتنميها بشكل جيد، وقد يستمر الزخم عليها مع تزايد الطلب للعيش أو الاستثمار بالتأجير أو حفظ قيمة الأموال مع ارتفاع مستويات التضخم وتوقعات بانخفاض قيمة الأصول الأخرى.

كما أحدث إكسبو 2020 دبي فارقاً في القطاع العقاري ككل، وساهم في تنشيط طلب المساحات الكبيرة والصغيرة، وتستمر تأثيراته خلال الأعوام المقبلة، مع جني الإمارة لثمار التنظيم الناجح والحراك الاستثماري والتجاري المتوقع.