الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

مؤشر إيجابي للأبيض

أشرت في مقالي السابق إلى عدد من الفوائد الفنية يمكن أن يجنيها الأبيض الإماراتي بمشاركته في كأس الفيفا للعرب، خاصة على الصعيد التكتيكي والضغط الهجومي، وتطوير تشكيلة الفريق، وتنفيذ بعض البدائل الخططية ومنح فرص أكبر لبعض النجوم الجدد، وقد تحقق الكثير من ذلك في مباراة سوريا الأولى في مجموعة الأبيض والتي فاز بها الفريق بعد مستوى ممتاز ظهر به في الشوط الأول، وتراجع بعض الشيء في الشوط الثاني، والأهم في هذه المباراة أنها كانت تجربة واقعية، ومؤشراً إيجابياً لمباراة رسمية حاسمة بين الفريقين ستجري يوم 27 يناير المقبل في الجولة السابعة لتصفيات المجموعة الأولى المونديالية وتقام باستاد زعبيل بدبي.

وربما غاب عن المنتخب السوري بعض نجومه مثل السومة وخريبين، ولكنها بالتأكيد مباراة رسمية شارك فيها باقي نجوم الفريق ولعبها تحت قيادة تيتا فاليريو، مدربه الروماني الجديد.

ومن أهم مكاسب هذه المباراة، الظهور الجيد لبعض النجوم، خاصة علي صالح وطحنون الزعابي، وتحسن مستوى عبدالله رمضان ومحمود خميس وكايو ومحمد العطاس، عن المباريات السابقة، بفارق كبير خاصة كايو، الذي أصبح أكثر تفاهماً مع زملائه، وأكثر خطورة في تحركاته وانطلاقاته ودوره الهجومي، وتألق الحارس الكبير علي خصيف، وحضر النجم علي مبخوت ولكنه لم يكن موفقاً في اللمسة الأخيرة.

وأعتقد أن الهولندي مارفيك مدرب الأبيض، كان يمكنه الاستفادة بالدفع بعناصر الخبرة الحيوية في الشوط الثاني خاصة الكابتن إسماعيل مطر، ورأس الحربة سيباستيان تيغالي، ولكنه انشغل بالمحافظة على الفوز، ولم يظهر قدرة جيدة على التحكم في الإيقاع بعد انتفاض الفريق السوري في الشوط الثاني معتمداً على الضغط في كل مكان والروح القتالية للاعبيه، وكان يمكن لمارفيك، قتل وإحباط حماس الفريق السوري، بتطوير التكتيك واستغلال المرتدات واستغلال سرعة الأجنحة، ويدعم النجم علي مبخوت بالدفع بصانع الألعاب وحلقة الوصل الخطيرة النجم إسماعيل مطر، والهداف الخطير سيباستيان، الذي كان سيساند مبخوت.

ويبقى الفوز وأداء الشوط الأول وتميز بعض اللاعبين من أهم المكاسب، ولكن الأهم من وجهة نظري، هو الدروس التي يمكن أن يخرج بها الجهاز الفني بقيادة مارفيك، في المرونة الخططية للتكتيك لمواجهة تغيرات أداء المنافس، وكيفية قراءة المنافس طوال الوقت وكيفية فرض الإيقاع مهما كان لاعبو الفريق المنافس متحمسين أو يلعبون بروح قتالية.

ويبقى أن أبدي دهشتي من التصريحات المعتادة لمارفيك، حينما لا يعجبه شيء من أداء المنتخب، فيكتفي بلوم لاعبيه وربما توبيخهم، علماً بأنه المسؤول الأول والذي يستحق اللوم والتوبيخ، فهو يكون سعيداً وفخوراً بأداء الفريق حينما يتألق ويتقدم في الشوط الأول، أما عندما يتراجع المستوى والأداء في الشوط الثاني، فيوجه اللوم والمسؤولية للاعبين، والأفضل له أن يقلد كبار المدربين، الذين يتحملون المسؤولية، وكان على مارفيك أن يلوم نفسه في الشوط الثاني ويعترف بأخطائه في إدارة وتوجيه لاعبيه وتطوير التكتيك وليس إلقاء المسؤولية على اللاعبين، وقد اعترف بعد المباراة، بعدم رضاه عن منح المنافس المبادرة وسهولة خسارة الكرة وعدم تحقيق استحواذ جيد، وأرجو أن تكون هذه السلبيات وكذلك إيجابيات الشوط الأول الكبيرة في مقدمة الدروس التي يراجعها مع نجوم الأبيض، لتحقيق مستوى أكثر قوة وفاعلية وإيجابية في باقي مباريات البطولة والمرحلة القادمة.