الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الفار القبيح والهدف الجميل

ليس من العدل تجاهل دور الفار في تحسين قرارات التحكيم، فهذا المُساعِد جاء لتقليص الأخطاء القاتلة في مباريات كرة القدم، فكم من منتخب قبل الفار حصل على نقاط لم يكن يستحقها، وكم من فريق سلبته الصافرة حقه في التأهل أو الفوز أو الحصول على اللقب، لكن الفار لا يخلو من نقاط ضعف وشك وجدل.

إلغاء الفار لهدف لاعب المنتخب الإماراتي علي صالح في مرمى موريتانيا في كأس العرب، كان قراراً خاطئاً ومتسرعاً، فمثل هذه الأهداف الجميلة يجب أن تُسجل وتُحسب. ليس هناك شك من أن عين الفار في تلك اللحظة كانت مصابة بالرمد أو العشو الليلي، وأن الذين أشرفوا على الفار كانوا تحت تأثير ضبابية الصورة وتداخل خطوطها. لقد كان قرار إلغاء الهدف الجميل متسرعاً وغير حكيم، وأن من صادقوا عليه لا يعرفون أن الأهداف الساحرة فوق القانون.

لست من دعاة احتساب أهداف غير مشروعة، لكن هدف صالح كان شرعياً وقانونياً، ولو تم احتسابه لا أحد يعترض عليه لأنه يبدو في كل تفاصيله صحيحاً، إضافة إلى سحرة وجماليته اللتين تحميانه من الشك والجدل.

على جماهير الكرة الإماراتية ولاعبي الأبيض أن يحتفظوا بهذا الهدف الجريء في الذاكرة، لأنه هدف محفز يرفع نسبة الثقة في النفس، ويسهم بولادة أهداف جديدة تحمل نفس الجينات الجمالية الساحرة.

شكراً علي صالح، بيليه الأبيض، على هذه الجرأة، فقد أعدت لكرة القدم سحرها المفقود وكتبت سطراً جديداً مطرزاً بالفن والبراعة والإبداع. ثقتك في نفسك في تلك اللحظة محط إعجاب عشاق لعبة كرة القدم، لذلك ليس غريباً أن يستمتع محبو اللعبة بمشاهدة الهدف أكثر من مرة، لأنه من الأهداف النادرة في الوقت الحالي.

أدعو كل لاعب إماراتي إلى تكرار جرأة علي صالح في المباريات المحلية والدولية، لأن مثل هذه الخطوة تقودنا إلى بناء فرق ومنتخبات متسلحة بالموهبة والبسالة لا تهاب المباريات الكبيرة ولا تخشى أحداً في الملاعب.

شكراً علي صالح مرة أخرى على إعادة الجمال إلى كرة القدم، فالفار القبيح الذي ألغى الهدف، لا يستطيع حذفه من ذاكرة الناس والتاريخ.