الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

مباراة تونس الحاسمة

على الرغم من أن المنتخب الإماراتي فاز في مباراته الثانية في كأس العرب على حساب المنتخب الموريتاني واستحوذ وأضاع العديد من الفرص وتأهل بنسبة كبيرة لدور الثمانية، إلا أن الكثيرين يسألون، لماذا تأخر الفوز للدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع؟ ولماذا «يسرح» الهولندي مارفيك المدير الفني للأبيض في التعامل مع التغييرات، ويتأخر في اللعب بأوراقه البديلة لدرجة منح دقائق معدودة للاعبين كبار، يأمل أن يقوموا بدور الإنقاذ أو ينتزعوا الفوز للفريق قبل النهاية.

ووجدنا مارفيك يدفع بخليل الحمادي صاحب هدف الفوز والنقاط الثلاث قبل 16 دقيقة من المباراة، ويدخل الكابتن والنجم إسماعيل مطر قبل النهاية بتسع دقائق، وأخيراً يدفع بهداف بارع مثل سيباستيان تيجالي قبل النهاية بخمس دقائق؟.. وقد لعب الثلاثة أدواراً مهمة في تغيير نتيجة المباراة ولكن الوقت المتاح أمامهم، كان محدوداً، وكان يجب على مارفيك منح كل منهم فرصة لا تقل عن نصف ساعة على الأقل، لكي يدخل في أجواء المباراة وينسجم مع زملائه، وأتمنى أن ينتبه لذلك في المباريات المقبلة.

والأسئلة كثيرة وتطول، رغم التهنئة بالفوز الثاني للأبيض وصدارته للمجموعة، لسقوط المنتخب التونسي في مباراته الثانية وخسارته بهدفين أمام نظيره السوري، وقد بعثرت هذه المباراة أوراق المجموعة واحتفظت بالإثارة حتى لحظات اليوم الثالث والأخير لمباريات الجولة، حيث ستلعب الإمارات اليوم «الاثنين» مع تونس، وتلعب سوريا مع موريتانيا.

ومن الناحية النظرية والعملية، فلا أشعر بأي خطر من عدم تأهل الأبيض الإماراتي، حتى في حالة خسارته من المنتخب التونسي، وفوز المنتخب السوري على موريتانيا، ولكني أشعر بالقلق من إمكانية فقدان الأبيض للصدارة، وبالتالي فإنه سيلعب مباراة أصعب في دور الثمانية أمام المنتخب القطري صاحب الأرض والمتصدر للمجموعة الأولى، وفي نفس الوقت سيخسر الأبيض فرصة نادرة للعب مباراة «بروفة» مهمة قد تكون في مواجهة المنتخب العراقي الموجود معه في التصفيات المونديالية، وذلك إذا احتل العراق المركز الثاني بعد قطر.

ولذلك انتظر أن يلعب مارفيك مباراة تونس وكأنها أهم مباراة أو المباراة الحاسمة لتحقيق التأهل، وأتمنى أن يدفع بأفضل تشكيل لديه، مع مراعاة تقليل التغييرات، ولذلك فقد يعود للحارس الأول علي خصيف، ويشرك الظهير الأيسر محمود خميس العائد من الغياب بعد طرده في مباراة سوريا.

وأتمنى أن يمنح إسماعيل مطر وتيجالي وخليل الحمادي فرصاً كافية لعناصر مؤثرة، تثبت كفاءتها عند دخول كل منهم للملعب وبالذات مطر، القائد، والذي يقوم بدور صانع اللعب مع مبادراته الهجومية الخطيرة، ويستحق أن يكون لاعباً أساسياً، كما أن أدوار خليل وتيجالي الهجومية، يجب أن تستثمر ولو لنصف وقت المباراة على حساب أدوار طحنون الزعابي وزميله المتألق علي صالح، الذي استعاد مستواه السابق.

لا بد أن يأخذ الأبيض الإماراتي مباراة الجولة الثالثة على محمل جاد، وألّا يلعب مارفيك بتكتيك دفاعي، بل عليه أن يلعب بحذر وذكاء لاستغلال توتر المنتخب التونسي وحاجته الملحة للفوز، لشن هجمات مرتدة والضغط عليه هجومياً من نصف ملعبه، وستكون تلك المفاجأة التي قد تربك الفريق التونسي، الذي لن يجد بديلاً عن المغامرة التي قد يستغلها الأبيض لتحقيق الفوز أو التعادل وضمان صدارة المجموعة.