السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

صلاح وأمير النفاق

صناعته ومهنته الحب والتقارب بين الحضارات والثقافات، ويكفي أن دراسات أكاديمية انجليزية أقرّت بأنه نجح في تغيير صورة الإسلام في أوروبا، يسجل الأهداف ويسجد لله شكراً في ملاعب القارة الأوروبية، فعلها 200 مرة، لا يعرف "حياة الليل"، على الرغم من أنه شاب وثري ومشهور، يجسد أعلى حالات الانضباط الأخلاقي "اجتماعياً ودينياً"، بلغ قمة الفكر الاحترافي ليصبح اللاعب الأفضل في العالم في الوقت الراهن، فعل كل ذلك دون أن يتخلى عن هويته العربية والإسلامية، فأصبح قدوة لشباب العرب في الاندماج مع حضارة وقيم وثقافة الآخر، دون أن يتخلى عن ثقافته.

إنه "صلاح القلوب"، الذي تحدث بعفوية عن أنه لا يتعرض لضغوط فيما يتعلق بالمشروبات الكحولية التي تعد جزء من ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه حالياً، ويؤكد أنه لم يفكر في هذا الأمر، قال ذلك بتلقائية، واتفقت معه دار الإفتاء المصرية، بل أكّدت أنه رد مقنع وقوي، وعلى الرّغم من ذلك قامت الدنيا، لمجرد أنه لم يستشهد بنصوص دينية في قضية التحريم، قامت الدنيا بمحرك "لجان الإخوان الإلكترونية" التي تتحالف مع ملايين من مشجعي كرة القدم الذين لا يدركون أنهم يتعرضون لأكبر عملية "غسيل مخ" في تاريخ العرب الرياضي، ولا يوجد مبرر للهجوم على الأيقونة المصرية صلاح، سوى أن يتم التسويق لـ"أمير النفاق"، ولأن صلاح رفض أن يكون بوقاً لـ"الإسلام السياسي".

هل تعرفون "أمير النفاق"؟ هو من أطلقوا عليه "أمير القلوب" بعد أن صنعته لجان إخوانية، وبعد أن نجح هو في صنع وامتطاء الترند على مدار السنوات الماضية بمواقف غالبيتها مفتعل، بل "نفاق خالص"، فقد تحدث في قضية شائكة قبل أيام تتعلق بثقافة مختلفة، وتبرأت القناة التي يعمل بها من هذه التصريحات، فلماذا لم يتقدم باستقالته إذا كان حقاً صاحب قضية؟


وقبلها ترك استديو التحليل بعد أن أصيب مشجع إنجليزي في المدرجات بأزمة قلبية، ولم نفهم حتى الآن لماذا هذه المزايدة الفجة؟ وقبل أعوام انسحب من حفل لتكريم منتخب مصر المتوج بكأس أفريقيا 2006، قائلاً أنه لا يحضر الحفلات الغنائية، هو يعلم جيداً أنه صناعة إخوانية يخدعون بها البسطاء الذين يعشقون كرة القدم، وهو يستمتع بلعبة خداع هؤلاء البسطاء، ينفذ أجندة "الإسلام السياسي"، وهو دور يروق له، يكفي أنه يجلب له شعبية في أوساط البسطاء "المسطحون" وترفع من رصيده البنكي كل صباح.


إلى مجاذيب "المنافق مريض الترند".. ارفعوا أيديكم عن صلاح، فهذا الشاب بضاعته الحب والتسامح والتعايش، بينما المنافق لم يترحم يوماً على شهداء مصر دون أن يقول "رحم الله الجميع" ليساوي بين الشهيد والإرهابي.