الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

ألم الخسارة وسببه

خسارة الأبيض من المنتخب القطري في ربع نهائي كأس العرب لكرة القدم كانت مؤلمة، لكنها ليست نهاية المطاف. يمكن أن تكون هذه الخسارة نقطة تحول لتجويد العمل في مدارس وأكاديميات الكرة في الأندية المحلية، وكذلك تطوير المسابقات فنياً.

بعد عام 1990، لم تشهد الكرة الإماراتية استقراراً واضحاً، لذلك، لم تتطور بالدرجة المطلوبة التي تساعدها على منافسة المنتخبات المستقرة، والاستقرار يعد العامل الأكثر أهمية في عملية البناء والتطوير.

التغيير مطلوب لأن الأمور تتغير مع الوقت، لكن في كثير من الأحيان يتحول التغيير إلى فوضى، خاصة عندما يكون الأمر غير مدروس. شهدت الكرة الإماراتية خلال العقود الماضية تغييراً مستمراً في مجالس إدارة اتحاد الكرة، وإقالات تحت تأثير الغضب لعدد كبير من مدربي المنتخب الوطني، وهذه الفوضى لم تساعد على تنفيذ خطة طويلة الأمد، لذلك لا بد من استقرار يمكننا من تنفيذ استراتيجية تأتي بالخير في المستقبل.

هناك صراخ دائم بعد كل خسارة، بعضه ناتج عن شعور حقيقي بالألم، والآخر «استعراضي» من أجل لفت النظر. هذا الصراخ الذي أصبح مؤثراً بسبب وجود وسائل التواصل الاجتماعي ليس حلاً ولا يسهم في تشخيص المشكلة وعلاجها.

على عشاق الكرة الإماراتية أن يراجعوا بأنفسهم فترة ما بعد عام 1990، أي ما بعد تأهل الأبيض إلى كأس العالم 1990، ليروا عدد المدربين الذين تمت إقالتهم، ومجالس إدارات اتحاد الكرة التي استقالت أو لم تترشح لدورات أُخرى، ولجان المنتخبات، وغيرها من الأقسام ذات الصلة.

ألم الخسارة طبيعي ناتج عن حب الأبيض والتطلع لرؤيته بأحسن حال، لكن أحد أبرز أسباب هذا الألم هو عدم الاستقرار... التغيير المستمر الذي لم يتوقف بسبب الضغط الإعلامي والجماهيري.

الكرة الإماراتية في حاجة إلى استقرار أكثر من أي وقت مضى لكي تمضي في طريقها وتحقق أهدافها، وهذا الاستقرار يحتاج إلى دعم جماهيري وإعلامي.

لقد جربنا التغيير المستمر «الفوضى»، وعرفنا النتائج، دعونا نجرب الاستقرار مع مراقبة العمل ونقده بشكل موضوعي.