الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أبوظبي.. عروس الفورمولا 1

كنت قد شاهدت فيلماً وثائقياً حول كأس العالم لكرة القدم لأحد الصحفيين، الذي كرر بفخر كبير جملة: «شهدت على الحدث التاريخي في بطولة العالم 1930 في الأورغواي»!

لم أشعر بجملته إلا بالأمس.. ترددت في ذهني وزاد خفقان قلبي بتوقيع ذاكرتي على حدث تاريخي ضخم بالعاصمة الإماراتية أبوظبي.

هو حلم كل إعلامي رياضي، التواجد في حدث كبير بحجم سباق العالم للفورمولا 1، وأن تترافق مسيرته بلحظات تاريخية رياضية، فكيف إذا كان شاهداً على هذا الحدث الكبير في أبوظبي.

سحر من نوع خاص أضافته أبوظبي على سباق بطولة العالم للفورمولا 1 لعام 2021، من خلال تنظيم أبهر الجميع، لتؤكد من خلاله الإمارات على كونها إحدى أبرز الدول القادرة على استضافة كبرى الأحداث العالمية اليوم ومستقبلاً.

الحدث تاريخي بامتياز! لعدة أسباب، أولها تساوي نقاط سائقين معاً حتى آخر سباقات العام للمرة الثانية منذ عام 1974، وهما الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول)، وحامل اللقب 7 مرات البريطاني لويس هاميلتون (مرسيدس).

والسبب الثاني، كون سباق أبوظبي هو الحاسم لتحديد مصير بطل العالم لعام 2021، مع توجه أنظار العالم بالكامل للسباق لمعرفة المُتوج باللقب.

وثالثاً، تمكن لويس هاميلتون من السيطرة على السباق، والذي كان في طريقه بالفعل للتتويج باللقب للمرة الـ8، والتفوق على رقم مايكل شوماخر القياسي بتحقيق اللقب 7 مرات.

رابعاً، انقلاب الطاولة على هاميلتون في اللفة الأخيرة، عند وقوع حادث الكندي من أصول إيرانية، نيكولاس لطيفي، سائق فريق وليامز ما دفع اتحاد سباقات الفورمولا لإدخال «سيارة الأمان»، التي تجبر السائقين في السباق على السير خلفها ببطء، حتى يتم تنظيف المضمار من بقايا الحادث وإخراج سيارة لطيفي من الطريق، وعند هذه اللحظة تفوق فيرشتابن مستغلاً تبديل إطاراته بتلك الجديدة من النوع «الخفيف»، التي تضمن وزناً أخف وسرعة أعلى.

مما لا شك فيه، أن أبوظبي باتت معقلاً لاستضافة أبرز الأحداث الرياضية باحترافية عالية، يتداولها الجميع للدقة المتناهية والتخطيط السليم.

لقد تحولت الإمارات من دولة قادرة على استضافة الأحداث الكبرى إلى بلد ترفع شعارا عنوانه: «الإبهار والمنافسة بقوة»، وهو ما شاهده العالم مساء الأحد في حلبة مرسى ياس.

أبوظبي.. تمكنت من الحصول على أعلى تقييم للاستدامة والإدارة البيئية من الاتحاد الدولي للسيارات، وهو ما يشير إلى النجاح الكبير لشركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات وشركائها بالتركيز على جهود الاستدامة البيئية وصولاً إلى الحياد الكربوني.