الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

مكافآت اللاعبين وسقطة الرمادي

من المؤسف حقاً أن بعض المحللين والنقاد واللاعبين السابقين وبعض العاملين في قطاع كرة القدم يتلذذون باستخدام أقسى العبارات ضد لاعبي المنتخب الوطني الحالي، ويتكرر هذا المشهد النقدي المرعب عندما يخسر الأبيض في المنافسات المختلفة. هذا الأمر بكل وضوح بعيد كل البعد عن رسالة النقد والإعلام، ولا يمثل القيم النقدية البناءة.

نرى في القنوات الرياضية ووسائل التواصل الافتراضي محللين ونقاداً يستخدمون قسوة مفرطة وغير مسبوقة ضد لاعبي الأبيض، وهذا الشيء ليس مقبولاً، لأن اللاعبين يشعرون بألم هذه السياط الصوتية، ولديهم عائلات تشاهد وتسمع، لذلك، لا بد من مراجعة هذه البرامج القاسية من قبل إدارات القنوات الرسمية ووضع سياسات واضحة لا تنتهك مشاعر الرياضيين.

النقد مطلوب وضروري ولا يمكن الاستغناء عنه، لكنه في حاجة إلى نقّاد يفهمون قيمه ومناهجه وأسبابه وأهدافه، لأن النقد ُيشّخص المشكلة ويُشرّحها ويقترح العلاج المناسب لها، في حين لم نر أي شيء من هذا القبيل خلال التحدث عن اللاعبين الدوليين، باستثناء التركيز على رواتبهم، كأن العقود والمكافآت سبب تراجع الكرة الإماراتية.

من المحزن أيضاً أن يركز المدرب القدير أيمن الرمادي على المكافآت التي حصل عليها اللاعبون خلال تحقيقهم الإنجازات، فهذه المكافآت لم تفسدهم أو تدفعهم إلى التراخي. اللاعب الإماراتي يعيش في دولة كريمة ترعى أبناءها وبناتها وتكرّم مبدعيها، وهذا شيء يتمناه أي رياضي في العالم، وان كان ثرياً.

أتمنى أن يمتلك الكابتن أيمن الرمادي الشجاعة الكافية للتراجع عن تصريحاته بخصوص المكافآت الكبيرة، لأن اللاعبين لم يُظلموا، ولم يضعف أداؤهم بسببها حسب ما قال، بل كُرِموا لعطائهم وإنجازاتهم، وبصراحة هذه «سقطة» لا تليق بالرمادي ومسيرته المهنية الطيبة.

قسوة المحللين على اللاعبين غير مجدية، ولا تحل مشكلة أو تسهم في التطوير، وكذلك لا تصنع مجداً للإعلام الرياضي ولا تصقل موهبة لاعب، لذلك على العاملين في هذا الحقل مراجعة القيم والمعايير النقدية وفهمها بشكل جيد وتوظيفها لأغراض التشخيص والمعالجة والبناء.