الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

إذا أردنا الإصلاح

السبب الرئيسي لأغلب مشاكل رياضتنا يعود لانعدام التخطيط وغياب الرؤى وبسببها تصدعت جدران رياضتنا، التي عانت كثيراً من العشوائية في زمن يعتمد العلم والمعرفة والتخصص. واقعنا الرياضي لم يعد وردياً كما كان، وصورته أصبحت قاتمة، وناقوس الخطر بات يدق على مستقبلها بعد أن وصل بها التراجع والانهيار لمرحلة خطيرة بل هي الأخطر، واللافت في الموضوع أن الجميع مقر ومستشعر بخطورة الوضع، وفي مقدمتها الجهات ذات العلاقة المباشرة وصاحبة القرار الرياضي في الدولة ولكن دون أي رد فعل، الأمر الذي يجعلنا نعيش الصدمة والإحباط بسبب النتائج السلبية التي سحبت كثيراً من رصيد رياضتنا على الصعيد الخارجي.

تراجع نتائج رياضتنا على المستوى الخارجي أفقدها مكانتها المرموقة وملامحها الجميلة، التي استغرق بناؤها عقوداً من الزمن قبل أن ينهار كل شيء في لمح البصر، بعد أن فقدت استقلاليتها وتنازلت مكرهة عن أداء أدوارها الحقيقية. ولأن الأساس في نجاح أي عمل يقوم على الإدارة الناجحة والتخطيط السليم، يأتي غياب الرؤى المستقبلية من جانب المؤسسات الرياضية في مقدمة الأسباب، التي أدت لهذا التراجع المخيف لرياضتنا محلياً وخارجياً، ووجود أشخاص غير مؤهلين يديرون المنظومة الرياضية على طريق الهواة في زمن الاحتراف، ساهم بشكل كبير في تفاقم وضع رياضتنا التي أصبحت تعاني من أزمات متلاحقة من يوم لآخر، دون أن يكون هناك بصيص أمل أو بقعة ضوء تعيد رياضتنا لكي تتنفس الهواء النقي.

في 2008 بدأت علاقة رياضتنا بالاحتراف في مجال كرة القدم، وفي نفس العام بدأت علاقة رياضتنا بالعملية الديمقراطية بتشكيل الاتحادات الرياضية بالانتخاب، وشهدت الساحة الرياضية تفاعلاً مطرداً مع التجربة الجديدة التي أحدثت حراكاً إيجابياً في رياضتنا، ولكن سرعان ما تكشف لنا الوجه القبيح من العملية الديمقراطية، التي لم تأتِ إلا بأعضاء متنافرين كانوا أحد الأسباب الرئيسية في تصدع جدران رياضتنا، نتيجة تواجد أعضاء غير متوافقين في الاتحاد الواحد، وكان قرار التحول لنظام القوائم الانتخابية محاولة لإعادة العملية الانتخابية لنصابها، ولكن ما حدث على أرض الواقع من عشوائية في عملية الترشح، أعادنا للمربع الأول من جديد.

كلمة أخيرة

إذا كنا نريد إصلاح هرمنا الرياضي يجب أن نبدأ من القاعدة المتمثلة في الأندية، لأنها الأساس، فإن صلحت سينصلح معها حال رياضتنا، لكن متى وكيف سيتحقق ذلك لا نعلم.