الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

تناسٍ واستهلاك

طريقة التناسي التي يتم التعامل بها مع كرة القدم لدينا هي ما تضر كثيراً بمستقبل اللعبة، وتؤكد أن إدارتنا وتعاملنا مع كرة القدم عبارة عن ترفيه ليس أكثر، رغم أن تصريحات مسؤولي اتحاد كرة القدم أكبر من الواقع، ودائماً ما يتحدثون عن المنافسة وهدف التأهل إلى كأس العالم، وطموحات وأشياء بعيدة جداً عن الواقع.

ما حدث للمنتخب في بطولة كأس العرب، يؤكد أن قرار المشاركة بالفريق الأول كان خاطئاً، لأننا هدمنا مكتسبات المرحلة الأخيرة من التصفيات المؤهلة إلى مونديال 2022، عندنا حققنا فوزاً أخيراً وبشق الأنفس وهو الوحيد، وعدنا إلى المركز الثالث، وعادت الروح ولو شيئاً بسيطاً، لكن تم هدم كل ذلك بقرارات فردية مبنية على الآراء الشخصية لا أكثر، وبسبب ذلك الآن سندخل بقية مباريات التصفيات بشكل هش للغاية، ومن قدموا فكرة المشاركة بالفريق الأول تنازلوا عن مناصبهم بكل سهولة.

وما نراه من اتحاد كرة القدم حالياً، هو أنه يعمل على أن تمر الأيام ويتناسى الشارع الرياضي ما حدث، على أن يصدمهم بواقع جديد في تحدٍّ آخر، وهو ما يؤكد أننا نتعامل مع كرة القدم ببساطة وبأسلوب لا علاقة له بالاحتراف لا من بعيد ولا من قريب، وكأن كرة القدم عبارة عن رزق اليوم باليوم، وهذا الأمر لن يقودنا إلى التحديات والطموحات غير الواقعية التي يتحدث عنها مسؤولو الاتحاد من حين إلى آخر.

حتى إن الشارع الرياضي بات لا يريد أن تأتي أيام «فيفا» حتى لا ينصدم بالنتائج السلبية لمنتخبنا الوطني، إضافة إلى عدم خروج أي أحد من اتحاد كرة القدم للحديث على الأقل عن واقع أفضل وعن تغييرات يمكن أن تحدث، لأن لجنة المنتخبات تم تغييرها ألف مرة وهذا ليس كافياً، بل الأمر أكبر من ذلك لأن الأساس هش للغاية.

قبل فترة خرج علينا اتحاد كرة القدم عن استراتيجية 2038، في مؤتمر صحفي ضخم، وإلى الآن لم نسمع ما حدث في تطبيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع، ونأمل ألا تكون من ضمن استراتيجيات «الشو الإعلامي»، لأن هذا الأمر أصبح مستهلكاً.