الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لماذا تتبخر المواهب؟

يتساءل المعلق علي سعيد الكعبي خلال تعليقه على مباراة شباب الأهلي والظفرة في دور الـ16 لكأس رئيس الدولة ويقول «لو استعاد حمدان الكمالي وأحمد خليل وعموري مستوياتهم الفنية الحقيقية، كم ستكسب كرة القدم الإماراتية؟» نعم، كيف سيكون حال المنتخبات الوطنية؟

على أسرة كرة القدم المحلية، بما فيها الإعلام الرياضي تحويل هذا السؤال الافتراضي إلى تحقيق أو دراسة أو بحث، لأن الكعبي خصّ ثلاثة لاعبين فقط خلال تعليقه على مباراة معينة، لكن الحقيقة أن موهوبين كُثراً تنازلوا عن مواهبهم وتقاعدوا مبكراً عن الإبداع. إن تراجع المستوى الفني للموهوبين يعّد أحد أسباب ضعف المنتخبات الوطنية وفرق الأندية في منافساتها الخارجية.

لماذا يتراجع المستوى الفني للاعبين؟ لماذا تتبخر المواهب الكروية؟ لماذا لم تتحقق التوقعات الخاصة بقدرات النجوم المحليين بعد فترات من نضج بصماتهم؟ كيف نعالج هذه المشكلة التي تؤثر سلباً في أداء المنتخبات الوطنية؟

ليس من المفيد الإجابة عن كل هذه الأسئلة من زاوية رصد واحدة، بل الحكمة أن ينظر المعنيون إلى هذه القضية من زوايا مختلفة ويغوصوا في أعماقها، لأنها مشكلة ظاهرة على السطح، لكن جذورها في العمق.

أسلوب الحياة اليومي لبعض المحترفين المحليين لا صلة له بالاحتراف، ونظام نومهم غير مرتبط بمعايير احترافية، كما أن تدريباتهم ليست كافية، فضلاً عن عدم وجود رقابة ذاتية، أو مهنية تقوم بها إدارات شركات كرة القدم لمعرفة الأضرار التي يلحقها المحترف بنفسه وبموهبته.

الإصابات نتيجة طبيعية تحدث للاعبين خلال التدريبات والمباريات، لكن الأسباب الأخرى في حاجة إلى تشخيص دقيق أولاً، ثم معالجتها من خلال مختصين، كما يمكن إضافة فقرات في العقود تحدد معايير حياة المحترف، لأن اللاعب يختلف عن الآخرين، وعليه الالتزام بنظام غذائي معين، ومشاوير محسوبة، وساعات نوم معلومة، وتدريباته لها توقيتات محددة وواضحة.

عندما يخفت وهج المواهب، تُصاب الكرة الإماراتية بالكساح، لذلك على جميع المعنيين إيلاء هذه القضية حقها من المتابعة والدراسة.