الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تقنية المعلومات.. القوة البشرية قبل الحاسوبية

إنَّ كل عمل يحتاج إلى إتقان، خاصة إن ترتبت عليه أمور متصلة تتداخل بعضها ببعض، كالطب والهندسة وأنظمة الحاسوب، والإدارة والتسويق وغير ذلك.

إنه لأمر في غاية الأهمية أن يدرك المرء جوانب أكثر بشكل عام وخاص أحياناً لمختلف مدارات التخصص الذي ينتمي إليه، فلا يكتفي أبداً بالمهام اليومية ولا على الخطة السنوية ولا على إمكانيات المؤسسة! فإلمامك بتفاصيل وعموم تخصصك وجديده ومتطلباته من أهم الأمور التي يجب أن تشغل نفسك بها بغض النظر عن مستواك ودرجتك العلمية والعملية، ولو بلغت أعلى المراتب أو كنت لا تزال في أول الطريق يجب أن تسابق الزمن بالتعمق في مجالك والاطلاع المستمر عليه.

أعجب كل العجب من شباب تخرجوا وبعضهم يعمل منذ سنوات وآخرين وصلوا مراتب ودرجات عليا، ولكن معلوماتهم وخبراتهم سطحية وضحلة في مجالهم والحجج لديهم كثيرة بكثرة انشغالهم أو قلة المصادر وغيرها من الحجج، التي يحزن ويعجب منها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

نصيحة لبعض الإدارات أن تحرص على التدريب المستمر والإجباري أحياناً للموظفين، خاصة المتعففين عن التعلم واكتساب المهارات، فهذه أمانة كبيرة تصب في مصلحة المؤسسة والوطن بشكل مباشر وغير مباشر، والأشد والأمّر أن تقف بعض الإدارات في طريق التدريب والتعليم والتطوير، وهذا يدل على وجود خلل يحتاج إلى تصويب بصورة عاجلة، فالموظفون الأكفاء المهرة بمرتبة الأجنحة التي تطير بالطائرة فمهما كان قائدها بارعاً فإنها لن تطير بلا أجنحة.

هناك الكثير من المؤسسات والمسؤولين الذين يحرصون على تدريب وتجهيز الموظفين بشكل دوري مستمر، حرصاً على الكفاءات والقدرات والمهارات العالية، التي ينافسون بها المستويات العالمية، وهذا لا يتأتى من فراغ، بل من العزيمة والحرص والإصرار.

الدورات التدريبية والمهارات وقياساتها متوفرة بكل الطرق التقليدية والحديثة والهجينة وهذه نعمة عظيمة، لكن يخطئ بعض المدراء بالتركيز فقط على الدورات الإدارية وإهمال الدورات الفنية بحجة أن مستواهم ارتفع! وهذا منحدر خطير، فانجرافك عن هكذا دورات تدريبية يكون نخراً قوياً في أساسياتك التي تحتاج إلى ترميم دوري، لكي تكتسب وتتمرن على الجديد وتثري مخزونك من العلوم.

إنها سلسلة مترابطة من تطوير الموارد البشرية، وتمكينها وتعزيزها بالمهارات والدورات وحضور المؤتمرات والمناسبات والفعاليات التي تفتح آفاق جديدة للموظفين وترفع من الناتج العام للمؤسسات، وتأتي بأفكار متجددة ومستدامة، فالماء الراكد لا يصلح للشرب ويسبب أمراضاً قاتلة وفتاكة.