الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الفنون.. هل تُطيل العمر؟

للجهل أنواع كثيرة متنوعة، وكلها ضارة بالتأكيد. لكن الجهل الأكثر عمقاً وضرراً بصاحبه «كلياً» وبمن حوله «جزئياً» هو الجهل المتعمّد العنيد.

الجهل بماهية الفنون وعمق معانيها وسُبل تأثيرها في المجتمع والحضارة، وحتى طريقة نمو التفكير والإدراك البشري، وعلاقة الفنون باكتساب شغف التعلّم، ونشوة استعادة تقدير الذات بعد إحباطات المحيط الاجتماعي المتواترة، هي من بين أنواع الجهل التي تتسبب في عزلة اجتماعية، في تزايد دائم مع الوقت، فالفنون قادرة على بناء شخصية تم هدمها بفعل فاعل.

الفنانة «سارة إيزيكيل»، حازت تقديراً دولياً بفضل لوحاتها الحية، التي تستكشف أعماق الحياة الإنسانية، إلا أن جهودها البدنية التي تبذلها في رسم لوحاتها هي أكثر ما يثير الاهتمام، لمعاناتها من حالة مرضية جعلتها غير قادرة على تحريك ذراعيها، حيث ترسم أعمالها الفنية بتحريك عينيها، مستعينة بتقنية حديثة تنقل حركة عينيها إلى الكمبيوتر، لتجسيد لوحاتها الفنية.
جهل ماهية الفنون قد يتسبب في عزلة اجتماعية لأن الفنون قادرة على بناء شخصية هُدمت بفعل فاعل
هذه التقنية التي تعمل بتحديق العين منحتها منصة للتعبير الفني الذي حرمها منه مرض «التصلب الجانبي الضموري»، والمعروف أيضاً باسم مرض «العصبون الحركي»، وهي حالة تصيب شخصاً إلى 6 أشخاص في كل من 100 ألف، ولا يوجد علاج معروف لها.


تقول سارة: «كانت حياتي طبيعية جداً قبل المرض»، وتصف سنواتها الخمس الأولى من العيش مع المرض بأنها قاتمة، وأنها كانت تشعر بأنها «وحيدة للغاية»، فهي لا تستطيع التحدث أو التحرك، لكنها تشعر بأن التكنولوجيا جعلت حياتها تستحق العيش.


سارة بدأت الرسم باستخدام جهاز «آي غيز» عام 2012. واستلهمت عنوان عملها الفني الأول «المحاربون المسالمون» من كتاب من تأليف الكاتب «دان ميلمان» والذي تقول عنه: «كان من المفترض في الأصل أن أرسم شيئاً عن اليأس، لكن النتيجة النهائية كانت ذات شعور مختلف تماماً».

وعلى الرغم من أن أعمالها عُرضت في جميع أنحاء المملكة المتحدة وخارجها، فإن سارة تقول إنها لا تزال تتعلم، وإن هناك دائماً تقنيات جديدة لاستكشافها. وتضيف: «عندما أبدأ الرسم أركز تماماً على عملي، وتختفي كل مشكلاتي. كوني أمارس الفن بفضل التكنولوجيا، فقد حسّن ذلك تماماً نظرتي إلى الحياة، وفتح العديد من الاحتمالات الأخرى أمامي».

ما رأيكم.. هل الفنون تطيل العمر حقاً ؟