السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

أين الحضور الجماهيري؟

لم تعجبني الأرقام الخجولة للحضور الجماهيري في دوري أدنوك للمحترفين، رغم محاولة رابطة المحترفين، التسويق للدوري وبث الحماس في الأندية وروابط الجماهير بها للحضور، للملاعب وتشجيع أنديتها بكثافة وقوة كما يحدث في جميع أنحاء العالم.

ورغم ابتكار الرابطة لجائزة جديدة، فيما يسمى بدوري الجماهير، بمنح جوائز مالية للأندية الثلاثة الأوائل في الحضور الجماهيري للمدرجات كل 3 أسابيع، ولكن الأرقام جاءت هزيلة ومخجلة، وكنت أتطلع من الرابطة أن تعيد النظر في تنظيم هذه الجائزة، لأنها قد تثير التهكم والسخرية.

تخيلوا مثلاً أن نادي العين متصدر الدوري حصل على جائزة المركز الأول عن الحضور الجماهيري في الجولات 9 و10 و11، بإجمالي حضور بلغ 3939 مشجعاً، أي أن معدل الحضور في المباراة الواحدة نحو 1313 متفرجاً، ويعني هذا أن استاد هزاع بن زايد الذي يستقبل مباريات العين وسعته نحو 25 ألف متفرج، سيحضر فيه نحو 5% من سعة الاستاد!

والأرقام أقل بكثير للأندية التالية للعين، بعدد قدره 2508 لجماهير الجزيرة في 3 مباريات بمعدل 836 في المباراة الواحدة، و1864 لجماهير خورفكان، بمعدل 621 مشجعاً في المباراة، والأرقام بالنسبة للأندية الأخرى بالغة الهزال. فالشارقة أحد الأندية الجماهيرية جاء في المركز الرابع بإجمالي 1449 مشجعاً بمعدل 483 فرداً، ثم الوحدة خامساً بـ1258 مشجعاً بمعدل 419 فرداً في المباراة الواحدة، والوصل سادساً بإجمالي 1179 مشجعاً، بمعدل 393 فرداً في المباراة، وجاء شباب الأهلي، في المركز السابع بـ944 بمعدل 314 فرداً، وصولاً لنحو 30 مشجعاً فقط في كل مباراة لجماهير نادي الظفرة صاحب المركز الأخير، وهذا يعني أن موظفي وعمال النادي ربما لم يحضروا المباراة!

وأعتقد أن هذه الأرقام الهزيلة يمكن أن تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لضآلتها الشديدة، ولهذا فاقتراحي على رابطة المحترفين حجب الجائزة والبحث عن وسائل أخرى للتسويق والترويج للحضور الجماهيري، والمشكلة تقع على عاتق الأندية في المقام الأول، وليست الرابطة وحدها.

ولن يكمن حل هذه المشكلة، باستدعاء روابط مشجعين من البرازيل وأمريكا الجنوبية كما حدث لدى بعض الأندية من سنوات، ولكن لا بد من التعامل بشكل علمي مع الظاهرة والتوصل إلى أسبابها، بشكل شفاف، يقوم على دراسة الواقع، خاصةً أن هناك جاليات عربية كبيرة في الإمارات تعشق اللعبة وسترحب بالحضور والتشجيع والاستمتاع بمتابعة كرة القدم في الملاعب.

كرة القدم لم تفقد شعبيتها في الإمارات، والمباريات لم تهبط لمستوى متدنٍ وممل جعل الجماهير تقاطع المباريات، وظاهرة هجر الجماهير للملاعب ليست وليدة اليوم، ولن يحلها السحب على بعض الجوائز خلال المباريات، أو العودة لتشفير المباريات، وإنما بحث كل الحقائق حول الموضوع والتعامل معها بشكل مختلف و«خارج الصندوق»، بعيداً عن الحلول المكتبية أو المعلبة أوتقصي تجارب الدوريات الأوروبية.